بدعة معاوية في استلحاق زياد وجعله ابن أبي سفيان!
يناسب هنا أن نذكر خلاصة ما كتبه الحافظ محمد بن عقيل في كتابه القيم (النصائح الكافية لمن يتولى معاوية / 80: (ومن موبقاته الشنيعة: استلحاقه زياد بن عبيد وجعله زياد بن أبي سفيان! وهو أول استلحاق جاهلي عمل به في الإسلام علنا، واستنكره الصحابة وأهل الدين! أخرج البخاري في صحيحه... عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال: لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر.... وفي الصحيح عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): من انتسب إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا إلى يوم القيامة... فانظر إلى هذا الوعيد الشديد الذي لم يبال به معاوية، ولم يكترث بما يترتب على ذلك الإستلحاق من اختلاط الأنساب، وهتك الحرم! سعيا وراء أغراض دنيوية سياسية. وقد ذكر المحدثون والمؤرخون أسباب هذا الإستلحاق، ولنذكر ملخص ما ذكره العلامة ابن الأثير قال: لما ولي علي الخلافة استعمل زيادا على فارس فضبطها وحمى قلاعها، واتصل الخبر بمعاوية فساءه ذلك، وكتب إلى زياد يتهدده ويعرض له بولادة أبي سفيان إياه، فلما قرأ زياد كتابه قام في الناس وقال: العجب كل العجب من ابن آكلة الأكباد ورأس النفاق يخوفني بقصده إياي وبيني وبينه ابن عم رسول الله (ص) في المهاجرين والأنصار! أما والله لو أذن لي في لقائه لوجدني أحمر مخشا ضرابا بالسيف! وبلغ ذلك عليا فكتب إليه: إني وليتك ما وليتك وإني أراك له أهلا، وقد كانت من أبي سفيان فلتة من أماني الباطل وكذب النفس، لا توجب له ميراثا ولا تحل له نسبا. وإن معاوية يأتي الإنسان من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله فاحذر ثم