بسخطه وأليم عذابه وجزاء ما كسبت يداك وما الله بظلام للعبيد). (الملاحم والفتن / 209).
5 - خوف معاوية من تعاظم شعبية الإمام الحسن (عليه السلام) روت المصادر خطبة للإمام الحسن (عليه السلام) أمام معاوية يفتخر فيها بجده (صلى الله عليه وآله) ومعدنه، واشتركت رواياتها بأن معاوية حاول قطع كلام الإمام (عليه السلام) بسخرية فطلب منه أن يصف الرطب، فأجابه وتابع كلامه! ونصت رواية المجلسي على أنها كانت في المدينة، وسببها أن معاوية حسد الإمام لتعاظم شعبيته.
قال في البحار: 44 / 121: (نظر إلى الحسن بن علي (عليهما السلام) وهو بالمدينة وقد احتف به خلق من قريش يعظمونه، فتداخله حسد فدعا أبا الأسود الدؤلي والضحاك بن قيس الفهري فشاورهما في أمر الحسن والذي يهم به من الكلام.... وذكر أن أبا الأسود نهاه عن ذلك، لكن وزيره الخاص الضحاك بن قيس قال له: إمض يا أمير المؤمنين فيه رأيك ولا تنصرف عنه بلأيك (بتأخيرك) فإنك لو رميته بقوارض كلامك ومحكم جوابك، لقد ذل لك كما يذل البعير الشارف من الإبل! فقال: أفعل. وحضرت الجمعة فصعد معاوية المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه، وذكر علي بن أبي طالب فتنقصه ثم قال: أيها الناس إن شيبة من قريش ذوي سفه وطيش وتكدر من عيش، أتعبتهم المقادير اتخذ الشيطان رؤوسهم مقاعد وألسنتهم مبادر فباض وفرخ في صدورهم ودرج في نحورهم، فركب بهم الزلل وزين لهم الخطل وأعمى عليهم السبل، وأرشدهم إلى البغي والعدوان والزور والبهتان فهم له شركاء وهو لهم قرين، ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا، وكفى بي لهم ولهم مؤدبا، والمستعان الله.
فوثب الحسن بن علي (عليهما السلام) وأخذ بعضادة المنبر فحمد الله وصلى على نبيه ثم قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن