14 - الإمام الحسين (عليه السلام) يستنفر حلفاء بني هاشم بحلف الفضول!
اعترف عدد من علماء الخلافة بحلف الفضول أو حلف المطيبين وأن شرعيته مستمرة. (مجموع النووي: 19 / 384، وتهذيب الأسماء: 3 / 181، وغيرهما). أما سياسة الخلافة القرشية فهي التهوين من هذا الحلف والتعتيم على أحاديثه ونصوصه الكثيرة وحذفها إن استطاعت من التاريخ والفقه! والسبب أنه حلف لبني هاشم وبني المطلب، ومعهم ثلاث قبائل: بنو زهرة، وبنو الحارث بن فهر، وبنو تيم.
(شرح النهج: 14 / 129). ومعهم بنو ليث من عامر بن صعصعة. (الأنساب للسمعاني: 4 / 423).
وموضوعه: حماية مكة المكرمة ومنع الظلم فيها، وحماية الضعيف حتى يأخذ حقه أيا كان الظالم والمظلوم. وسمي حلف الفضول لأن عبد المطلب (رحمه الله) أرادوه امتدادا لحلف قديم لأبناء إسماعيل وأخوالهم من جرهم من أجل حماية البيت ومنع الظلم فيه: (وغمسوا أيديهم في الطيب وتحالفوا وتصافقوا بأيمانهم ولذلك سموا المطيبين وسموا الحلف حلف الفضول، تشبيها له بحلف كان بمكة أيام جرهم على التناصيف، قام به رجال من جرهم يقال لهم: الفضل بن الحارث والفضيل بن وداعة والفضيل بن فضالة). (أن قوما من جرهم يقال لهم فضل وفضالة وفضال ومفضل تحالفوا على مثل هذا في أيامهم، فلما تحالفت قريش هذا الحلف سموا بذلك). (سنن البيهقي: 6 / 367، وفتح الباري: 4 / 387، ومجموع النووي: 1 / 384، ونهاية الإرب / 3286، والأغاني: 17 / 300، والفايق للزمخشري: 2 / 312).
وفي مقابله (حلف لعقة الدم) أو (حلف الأحلاف) برئاسة بني عبد الدار وأربع قبائل: بنو مخزوم وبنو سهم وبنو جمح وبنو عدي بن كعب. (شرح النهج: 14 / 129). وموضوعه: التناصر القبلي والشخصي ظالما أو مظلوما، في مقابل المطيبين وغيرهم، ولا علاقة لحلفهم بحرمة الكعبة وحمايتها ونصرة المظلوم!