الصلح لعدم وفاء معاوية بشروطه؟ وهل يعد أنصاره ليعلن نفسه خليفة شرعيا بوصية جده (صلى الله عليه وآله) وبموجب الصلح، بمجرد أن يأتيه خبر موت معاوية؟!
وهل يغيب عن معاوية قول القرشي الذي سأله عنه: (فلا يبقي في مسجد رسول الله (ص) رجل له شرف إلا أتاه فيتحدثون...)؟!
وفي إعلام الورى بأعلام الهدى: 1 / 412: (ما رواه محمد بن إسحاق قال: ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما بلغ الحسن بن علي (عليه السلام) كان يبسط له على باب داره فإذا خرج وجلس انقطع الطريق فما مر أحد من خلق الله إجلالا له فإذا علم قام ودخل بيته فمر الناس، ولقد رأيته في طريق مكة نزل عن راحلته فمشى فما من خلق الله أحد إلا نزل ومشى حتى رأيت سعد بن أبي وقاص قد نزل ومشى إلى جنبه)! (ومناقب آل أبي طالب: 3 / 174، وأعيان الشيعة: 1 / 563).
وفي أمالي الصدوق / 671: عن (عمير بن مأمون العطاردي قال: رأيت الحسن بن علي (عليه السلام) يقعد في مجلسه حين يصلي الفجر حتى تطلع الشمس، وسمعته يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من صلى الفجر ثم جلس في مجلسه يذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس، ستره الله عز وجل من النار). (كان إذا فرغ من الفجر لم يتكلم حين تطلع الشمس وإن زحزح). (مناقب آل أبي طالب: 3 / 180).
ونورد فيما يلي أنواعا من نشاطاته (عليه السلام) في المدينة:
أ - جعل الإمام (عليه السلام) المسجد النبوي منبرا لرد الأفكار الأموية:
أصدر معاوية مرسوما خلافيا وعممه على البلاد بمنع رواية أي حديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) حتى أحاديث تفسير القرآن، خوفا من أحاديث مدح أهل البيت (عليهم السلام)!!
ورأى معاوية ابن عباس ذات يوم، يحدث عن النبي (صلى الله عليه وآله) في المسجد الحرام فقال له: (فإنا قد كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته فكف