وقائع شهادة الإمام الحسن السبط (عليه السلام) ومراسم دفنه 1 - الإمام الحسن (عليه السلام): لا يوم كيومك يا أبا عبد الله!
لم يسجل التاريخ إلا قليلا مما فعله الإمام الحسن (عليه السلام) في العشر سنوات التي قضاها في المدينة بعد صلحه مع معاوية، وقليلا مما جرى عليه في الأربعين يوما التي كان فيها طريح الفراش، يكابد آلام سم الطاغية معاوية!
ومما سجله هذا الحوار الذي دار بينه وبين أخيه الحسين (عليهما السلام) وهو واحدة من أروع الصور الإنسانية ومشاهد السمو! وهو يكشف المأساة التي كتبت عليهما وأعدهما لها جدهما (صلى الله عليه وآله) فتلقياها راضيين ونسي كل منهما نفسه وحمل هم أخيه الحبيب! وقد نقل المشهد الإمام زين العابدين (عليه السلام) وأن أباه الحسين دخل على عمه الحسن (عليهما السلام) وكأنه لما رآه تجسدت له الصورة التي أخبرهم بها جدهما (صلى الله عليه وآله) وأن الحسن يقتل بالسم: (فلما نظر إليه بكى فقال له: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال: أبكى لما يصنع بك! فقال له الحسن (عليه السلام): إن الذي يؤتى إلي سم يدس إلي فأقتل به ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله، يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل يدعون أنهم من أمة جدنا محمد (صلى الله عليه وآله) وينتحلون دين الإسلام! فيجتمعون على قتلك وسفك دمك وانتهاك حرمتك وسبي ذراريك ونسائك وانتهاب ثقلك، فعندها تحل ببني أمية اللعنة وتمطر السماء رمادا ودما، ويبكي عليك كل شئ حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار)!! (أمالي الصدوق / 177).
ولماذا لا يكونان كذلك وقد اختارهما الله فداءه لدين جدهما؟! قالت أم سلمة: