أما عائشة فرجعت إلى بيتها على بغل مروان ولم تحضر التشييع، ولا بد أن معاوية بعث إليها بالشكر والمكافأة! لكن علاقة الود بينها وبين معاوية ومروان لم تطل! فما هو إلا شهر أو نحوه حتى اضطر أخوها عبد الرحمن رئيس بني تيم، أن يقف في المسجد النبوي مواجها لمروان رافضا بيعة يزيد وقد شتمه وشتم معاوية ويزيدا فشتمه مروان وأمر بالقبض عليه، فركض عبد الرحمن إلى حجرة أخته عائشة، فخرجت عائشة إلى المسجد وصاحت بمروان وصكت وجهه! معلنة للمسلمين أنه وأباه مطرودان من النبي (صلى الله عليه وآله) وملعونان على لسانه! وتفاقم صراعها مع معاوية، حتى قتل أخوها مسموما، ثم ماتت هي بنحو مشكوك!
20 - تأبين الإمام الحسين (عليه السلام) ومحمد بن الحنفية لأخيهما في تاريخ اليعقوبي: 2 / 225: (ولما لف في أكفانه قال محمد بن الحنفية: رحمك الله أبا محمد فوالله لئن عزت حياتك لقد هدت وفاتك، ونعم الروح روح عمر به بدنك ونعم البدن بدن ضمه كفنك، لم لا تكون كذلك وأنت سليل الهدى وحلف أهل التقوى وخامس أصحاب الكسا، غذتك كف الحق وربيت في حجر الإسلام وأرضعتك ثدي الإيمان فطب حيا وميتا، فعليك السلام ورحمة الله. وإن كانت أنفسا غير قالية لحياتك ولا شاكة في الخيار لك).
وفي مناقب آل أبي طالب: 3 / 205: (وقال الحسين لما وضع الحسن (عليهما السلام) في لحده:
أأدهن رأسي أم تطيب مجالسي * ورأسك معفور وأنت سليب أو استمتع الدنيا لشئ أحبه * ألا كل ما أدنى إليك حبيب فلا زلت أبكي ما تغنت حمامة * عليك وما هبت صبا وجنوب وما هملت عيني من الدمع قطرة * وما اخضر في دوح الحجاز قضيب بكائي طويل والدموع غزيرة * وأنت بعيد والمزار قريب