فهذا نص على أن بيت عائشة، كان بعيدا نسبيا عن بيت النبي (صلى الله عليه وآله) وحجرته التي يستقبل فيها الناس، فقد مشى (صلى الله عليه وآله) حتى وصل إلى عتبته!
قال في الطبقات: 8 / 166: (وكانت لحارثة بن النعمان منازل قرب مسجد رسول الله (ص) وحوله، وكلما أحدث رسول الله أهلا تحول له حارثة بن النعمان عن منزله، حتى صارت منازله كلها لرسول الله وأزواجه). انتهى.
ومعناه أن بيت عائشة كان رابع بيت اشتراه النبي (صلى الله عليه وآله) من بيوت حارثة بن النعمان: (كانت زينب بنت خزيمة قبل أم سلمة، فتوفيت زينب فأدخل أم سلمة في بيتها، وفي تلك السنة تزوج زينب بنت جحش. وكانت سودة قبل عائشة في النكاح، وقبل هؤلاء جميعا). (الطبقات: 8 / 164).
* * الدليل الخامس، أن عائشة باعت منزلها، ووهبت حجرتها إلى ابن أختها عبد الله بن الزبير، ولا يمكن أن يكون المباع والموهوب مكان قبر النبي (صلى الله عليه وآله)!
قال في الطبقات: 8 / 165: (واشترى (معاوية) من عائشة منزلها، يقولون بمائة وثمانين ألف درهم ويقال بمائتي ألف درهم وشرط لها سكناها حياتها). انتهى.
فلا يصح القول إن هذا المنزل هو حجرتها وإن معاوية اشتراه لتوسيع المسجد النبوي أو للفخر مثلا، لأنه لم يوسع المسجد، بل ستعرف أن بيتها بعيد عن المسجد حيث ذهب مروان اليه في مراسم جنازة الإمام الحسن (عليه السلام) وطلب منها ان تحضر بسرعة إلى المسجد وتمنع دفن الإمام الحسن (عليه السلام) عند جده (صلى الله عليه وآله)، وأنها تحيرت كيف تصل إلى المسجد فأعطاها بغله فركبته!
وفي تاريخ دمشق: 28 / 190 وسنن البيهقي: 6 / 34: (وكان عبد الله بن الزبير يعتد بمكة مالا لا يعتد به أحد من الناس، أوصت له عائشة بحجرتها، واشترى حجرة سودة). انتهى. فهذه الحجرة التي أوصت بها غير الحجرة النبوية، بل هي