الباري: 7 / 23 عن أبي يعلى، وتاريخ دمشق: 30 / 282، وفي رواية ابن حبان: 2 / 155: فبينا نحن في منزل رسول الله إذ رجل ينادي من وراء الجدار...). انتهى.
فمنزل رسول الله هو بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفيه حجرته التي توفي فيها. ومعنى ذلك أن السلطة وضعت يدها على المسجد والبيت والقبر حتى لا يعوذ به بنو هاشم، ثم ادعت بنت رئيس السلطة أن الحجرة التي دفن فيها النبي (صلى الله عليه وآله) أعطاها لها وسيطرت عليها وعلى بيت النبي (صلى الله عليه وآله) وأبعدت عنها ابنته فاطمة وعليا (عليهما السلام) مع أن حجرة عائشة من الجهة الثانية قبلي المسجد!
ولا بد أن يكون سبب سكوت علي وأهل البيت (عليهم السلام) عن تحريك المسلمين ضد السلطة وعائشة، أن النبي (صلى الله عليه وآله) أوصاهم كما أوصاهم بشأن الخلافة، أن لا يثيروا مشكلة حول قبره وبيته وتركته، ويكتفوا بتسجيل ظلامتهم والمطالبة السلمية بحقهم (عليه السلام)! وأخبرهم أن ظلامتهم ستبقى حتى يظهر ولده المهدي الموعود (عليه السلام) فيكشف ما جرى على جده المصطفى (صلى الله عليه وآله) وآبائه الطاهرين (عليهم السلام).
* * الدليل الثاني: اعتراف عائشة نفسها بأن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يدفن في غرفتها! فقد قالت: (لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كانت في صحيفة تحت سريري، فلما مات رسول الله (ص) وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها)! (ابن ماجة: 1 / 625، وأوسط الطبراني: 8 / 12، وأبو يعلى: 8 / 64، والمحلى: 11 / 236، وقال: وهذا حديث صحيح. وفي لسان العرب: 7 / 33، ونهاية ابن الأثير: 2 / 87، وفيها: إن الرجم أنزل في الأحزاب وكان مكتوبا في خوصة في بيت عائشة فأكلتها شاتها). انتهى.
فلو كان تمريض النبي (صلى الله عليه وآله) وموته في غرفتها فلا يمكن أن تكون فارغة وتدخل إليها سخلة وتأكل الآيات المزعومة؟!
الدليل الثالث: أن النصوص ذكرت أنه كان لحجرة عائشة باب واحد يفتح