نماذج من طغيان عبد الملك!
(والله لا يأمرني أحد بتقوى الله إلا ضربت عنقه)!
كان دور مروان بن الحكم في الوصول إلى السلطة شبيها بدور أبي سفيان، وقد كان مروان حكم كل الدولة الإسلامية باسم عثمان، ثم حكم المدينة بضع سنوات من قبل معاوية، ثم حكم الدولة الإسلامية كخليفة بضعة شهور.
لكن ولده عبد الملك حكم نحو عشرين سنة، قضى منها تسع سنوات في حربه مع حركتين شيعيتين، حركة التوابين وحركة المختار، ومع أبناء الزبير حتى انتصر على مصعب في العراق وقتل عبد الله في مكة ثم صلبه.
وكان عبد الملك أشجع من أبيه، لكنه كان جبارا كأبيه! فقد افتتح خلافته بإعلانه أنه لا يتحمل من أحد نصيحة شرعية، بل يعاقب صاحبها بالقتل! وذم ابن عم أبيه عثمان بن عفان لأنه ضعيف الشخصية، مع أنه هو الذي جاء بجده الحكم وأبيه مروان من منفاهم في بادية الطائف، ودخل جده الحكم دار الخلافة وهو أعرابي يجر تيسا ويلبس ثيابا خلقة، وخرج منها بطيلسان ومئة ألف كل أربعة دراهم منها تشتري تيسا! ثم زوج عثمان ابنته لابنه مروان وسلمه مقادير الخلافة، فصار مروان مروانا، وصار ابنه: عبد الملك بن مروان!
ثم طعن عبد الملك في آل معاوية آل حرب، الذين كان هو وأبوه إلى الأمس يتذللان لهم ويتملقان، فوصف معاوية بأنه مداهن مرائي من أجل الدنيا! ووصف يزيدا بأنه مأبون شاذ جنسيا، وفي رواية: مأفون أي ضعيف العقل! وهذا من عبد الملك حمق وغرور، وإن كان كلامه فيهم صحيحا!