هذا الموطن ورحمت ذلة انكساره وخضوعه في موقفه ورحل الوزير مسعود في التعبية وأفرج أبو حمو عن تلمسان ودخلها مسعود في ربيع الثاني واستولى عليها وخرج أبو حمو إلى الصحراء وقد اجتمعت عليه جموع العرب من زغبة والمعقل ثم خالفوا بنى مرين إلى المغرب واحتلوا بأنكاد بحللهم وظواعنهم وجهز إليهم مسعود بن رحو عسكرا من جنوده انتفى فيه مشيخة بنى مرين وأمراءهم وعقد عليهم لعامر بن عمه عبو بن ماسى وسرحهم فزحفوا إليه بساحة وجدة وصدقهم العرب الحملة فانكشفوا واستبيح معسكرهم واستلبت مشيختهم وأرجلوا عن خيلهم ودخلوا إلى وجدة عراة وبلغ الخبر إلى بنى مرين بتلمسان وكان في قلوبهم مرض من استبداد الوزير عليهم وحجره لسلطانهم فكانوا يتربصون بالدولة فلما بلغ الخبر وحاص الناس لها حيصة الحمر خلص بعضهم نجيا بساحة البلد واتفقوا على البيعة ليعيش بن علي بن أبي زيان ابن السلطان أبى يعقوب فبايعوه وانتهى الخبر إلى الوزير مسعود بن رحو وكان؟؟
السلطان منصور بن سليمان فأكرهه على البيعة وبايعه معه الرئيس الأبكم من بنى الأحمر وقائد جند النصارى القهردور وتسايل إليه الناس وتسامع الملا من بنى مرين بالخبر فتهاووا إليه من كل جانب وذهب يعيش بن أبي زيان لوجهه فركب البحر وخلص إلى الأندلس وانعقد الامر لمنصور بن سليمان واحتمل بنى مرين على كلمته وارتحل بهم من تلمسان يريد المغرب واعترضهم جموع العرب في طريقهم فأوقعوا بهم وامتلأت أيديهم من أسلابهم وظعنهم وأغذوا السير إلى المغرب واحتلوا بسبوا في منتصف جمادى الأخيرة وبلغ الخبر إلى الحسن بن عمر فاضطرب معسكره بساحة البلد وأخرج السلطان في الآلة والتعبية إلى أن أنزله بفسطاطه ولما غشيهم الليل انفض عنه الملا إلى السلطان منصور بن سليمان فأوقد الشموع وأذكى النيران حوالي الفسطاط وجمع الموالى والجند وأركب السلطان ودخل إلى قصره وانحجر بالبلد الجديد وأصبح منصور بن سليمان فارتحل في التعبية حتى نزل بكدية العرائس في الثاني والعشرين لجمادى الأخيرة واضطرب معسكره بها وغدا عليها بالقتال وسد عليها الحمالات وامتنعت يومها ثم جمع الأيدي على اتخاذ الآلات للحصار واجتمعت إليه وفود الأمصار بالمغرب للبيعة ولحقت به كتائب بنى مرين التي كانت محجرة بمراكش لحصار عامر مع الوزير سليمان بن داود فاستورزه وأطلق عبد الله بن علي وزير السلطان أبى عنان من معتقله بسبتة فخلص منه خلوص الابريز بعد السبك وأمر منصور بن سليمان بتسريح السجون فخرج من كان بها من دعار بجاية وقسنطينة وكانوا معتقلين من لدن استيلاء السلطان أبى عنان على بلادهم وانطلقوا إلى مواطنهم وأقام على البلد الجديد يغاديها