سلا هل لديها من محبرة ذكر * وهل أعشب الوادي ونم به الزهر وهل باكر الوسمي دارا على اللوى * عفت آيها الا التوهم والذكر بلادي التي عاطيت مشمولة الهوى * بأكنافها والعيش فينان مخضر وجوى الذي ربى جناحي وكره * فها انا ذا مالي جناح ولا وكر نفت بي لا عن جفوة وملالة * ولا نسخ الوصل الهني لها هجر ولكنها الدنيا قليل متاعها * ولذاتها دأبا تزور وتزور فن لي بنيل القرب منها ودوننا * مدى طال حتى يومه عندنا شهر ولله عينا من رآنا وللأسى * ضرام له في كل جانحة جمر وقد بددت در الدموع يد النوى * وللبين أشجان يضيق لها الصدر بكينا على النهر السرور عشية * فعاد أجاجا بعدنا ذلك النهر أقول لأظعاني وقد عالها السرى * وآنسها الحادي وأوحشها الزجر رويدك بعد العسر يسر فأبشري * بإنجاز وعد الله قد ذهب العسر وان تجبن الأيام لم تجبن النهى * وان يخذل الأقوام لم يخذل الصبر وان عركت منى الخطوب مجربا * نقابا تسوى عنده الحلو والمر فقد عجمت عودا صليتا مقوما * وعزما كما تمضى المهندة البتر أفأنت بالبيضاء قررت منزلي * فلا اللحم حل ما جنيت ولا الظهر زجرنا بإبراهيم مل ء همومنا * فلما رأينا وجهه صدق الزجر بمنتخب من آل يعقوب كلما * دجا الخطب لم يكذب لعزمته فجر تناقلت الركبان طيب حديثه * فلما رأته صدق الخبر الخبر ندى لو حواه البحر لذ مذاقه * ولم يتعقب مده أبدا جزر وبأس غدا يرتاع من خوفه الردى * وترفل في أذياله الفتية البكر أطاعته حتى العصم في قنن الربا * وهشت إلى تأمليه الأنجم الزهر قصدناك يا مولى الملوك على النوى * لتنصفنا مما جنى عبدك الدهر كففنا بك الأيام عن غلوائها * وقدر ابنا منها التعسف والكبر وعذنا بذاك المجد فانصرف الردى * ولذنا بذاك العز فانهزم الشر ولما اتينا البحر نرهب موجه * ذكرنا نداك الغمر فاحتقر البحر خلافتك العظمى ومن لم يدن بها * فايمانه لغو وعرفانه نكر ووصفك يهدى المدح قصد صوابه * إذا ضل في أوصاف من دونك الشعر دعتك قلوب المسلمين وأخلصت * وقد طاب منها السر لله والجهر
(٣٠٧)