مكانه ليحيى بن ميمون بن مصمود من صنائع دولته وفى خلال ذلك راسل المولى أبو زيد الحاجب أبا محمد عبد الله بن تافراكين المتغلب على عمه إبراهيم في النزول لهم على قومه والقدوم عليهم بتونس فقبلوه وأحلوه محل ولى العهد واستعملوه على بونة من صنائعهم ولما بلغ خبر موسى بن إبراهيم إلى السلطان أيام التشريق من سنة سبع وخمسين اعتزم على الحركة إلى إفريقية واضطرب معسكره بساحة البلد الجديد وبعث في الحشد إلى مراكش وأو عز إلى بنى مرين بأخذ الأهبة للسفر وجلس العطاء والاعتراض من لدن وصول الخبر إليه إلى شهر ربيع من سنة ثمان وخمسين ثم ارتحل من فاس وسرح في مقدمته وزيره فارس بن ميمون في العساكر وسار في ساقته على التعبية إلى أن احتل ببجاية وتلوم لإزاحة العلل ونازل الوزير قسنطينة ثم جاء السلطان على اثره ولما أطلت راياته وماجت الأرض بعساكره ذعر أهل البلد وألقوا بأيديهم إلى الاذعان وانفضوا من حول سلطانهم مهطعين إلى السلطان وتحيز صاحب البلد في خاصته إلى القصبة ووصل أخوه المولى الفضل فطلب الأمان فبذله السلطان لهم وخرجوا وأنزلهم بمعسكره أياما ثم بعث بالسلطان في الأسطول إلى سبتة فاعتقله بها إلى أن كان من أمره ما نذكره بعد وعقد على قسنطينة لمنصور ابن الحاج خلوف الباباني من مشيخة بنى مرين وأهل الشورى منهم وأنزله بالقصبة في شعبان من سنته ووصل إليه بمعسكره من ساحة قسنطينة بيعة يحيى بن يملول صاحب توزر وبيعة علي بن الخلف صاحب نفطة ووفد ابن مكي مجدد اطاعته ووصل إليه أولاد مهلهل أمراء الكعوب وأقيال بنى أبى الليل يستحثونه لملك تونس فسرح معهم العساكر وعقد عليهم ليحيى بن رحو بن تاشفين وبعث أسطوله في البحر مدد الهم وعقد عليهم الرئيس محمد بن يوسف الأبكم وساروا إلى تونس وأخرج الحاجب أبا محمد بن تافراكين سلطانه أبو اسحق ابن مولانا السلطان أبى يحيى مع أولاد أبى الليل وجهز معه العساكر لما أحس بقدوم عساكر السلطان ووصل الأسطول إلى مرسى تونس فقاتلهم يوما أو بعض يوم وركب الليل إلى المهدية فتحصن بها ودخل أولياء السلطان إلى تونس في رمضان من سنة ثمان وخمسين وأقاموا بها دعوته واحتل يحيى بن رحو بالقصبة وأنفذ الأوامر وكتبوا إلى السلطان بالفتح ونظر السلطان بعد ذلك في أحوال ذلك وقبض أيدي العرب من رياح عن الإتاوة التي يسمونها الخفارة فارتابوا وطالبهم بالرهن فأجمعوا على الخلاف فأرهف بهم حده؟؟ ويعقوب بن علي أميرهم ؟؟ فخرج معهم ولحقوا معا بالزاب وارتحل في اثرهم وسار يوسف بن مزنى عامل الزاب ببعض الطريق أمامه حتى نزل ببسكرة ثم ارتحل إلى طولقة
(٢٩٧)