فثقفها وسد فروجها وعقد عليها لمحمد بن النوار من طبقة الوزراء والمرشحين لها وأنزل معه حامية من بنى مرين وكاتب الخراج ببابه بركات بن حسون بن البواق وارتحل معذ السير حتى احتل بقسنطينة وتلقاه أميرها أبو زيد حافد مولانا السلطان أبى يحيى وأخواه أبو العباس أحمد وأبو يحيى زكريا وسائر اخوتهم فأتوه ببيعتهم ونزلوا له عن عملهم وأدالهم السلطان منه بندرومة من عمل تلمسان عقد للمولى أبى زيد على امارتها وجعل له أسوة اخوته في اقطاع جبايتها ودخل البلد وعقد عليها لمحمد بن العباس وانزل معه العباس بن عمر في قومه من بنى عسكر وأمضى اقطاعات الزواودة ووافاه هنالك عمر بن حمزة سيد الكعوب لعهده وأمير البدو مستحثا لركابه وأخبره برحيل السلطان عمر ابن مولانا السلطان أبى يحيى من تونس فيمن اجتمع إليه من أولاد مهلهل اقتالهم من الكعوب موجها إلى ناحية قابس وأشار على السلطان بتسريح العساكر لاعتراضه قبل أن يخلص إلى طرابلس فسرح معه حمو بن يحيى العسكري قائده في عسكر من بنى مرين والجند وارتحلوا في اتباع السلطان أبى حفص وتلوم السلطان أبو الحسن بقسنطينة واعترض عساكره بسطح الجعاب منها وصرف يوسف ابن مزنى إلى عمله بالزاب بعد أن خلع عيه وحمله ثم عقد للمولى الفضل ابن مولانا السلطان أبى يحيى على مكان عمله ببونة وملا حقائبه جائزة وخلعا نفيسة وسرحه ثم ارتحل على أثرهم وأوعز حمو بن يحيى مع الناجعة من أولاد أبى الليل ولحقوا بالأمير أبى حفص؟؟ لمباركة من ناحية قابس فأوقعوا به وتردى عن فرسه في حومة القتال هو ومولاه ظافر السنان القائم بدولته من المعلوجي فتقبض عليهما وسيقا إلى أبي حمو فاعتقلهما إلى الليل ثم ذبحهما وأنفذ برؤسهما إلى السلطان ولحق الفل بقابس فتقبض عبد الملك بن مكي على أبي القاسم بن عتو صاحب الأمير أبى حفص وشيخ الموحدين وعلى صخر بن موسى بن شيخ بنى سكين من سد ويكش فيمن تقبض عليه من ذلك الفل وأشخصهم مقرنين في الأصفاد إلى السلطان وسرح السلطان عساكره إلى تونس وعقد عليهم ليحيى بن سليمان صهره من بنى عسكر على ابنته وأنفذ معه أحمد بن مكي فاحتلوا بتونس واستولوا عليها وانطلق ابن مكي إلى مكان عمله من هنالك لما عقد له السلطان عليه وسرحه إليه بعد أن خلع عليه وعلى حاشيته وحملهم ونزل السلطان بناحية؟؟ فوافاه هنالك البريد برأس الأمير أبى حفص وعظم الفتح ثم ارتحل إلى تونس واحتل بها يوم الأربعاء الثامن لجمادى الآخرة من سنة ثمان وتلقاه وفد تونس وملؤها من شيوخ الشورى وأرباب الفتيا فأتوا طاعتهم وانقلبوا مسرورين لمكثهم ثم عبى يوم السبت إلى دخولها مواكبه وصف جنوده سماطين من معسكره
(٢٦٩)