عمله وأنه فتح ديوان العطاء واستلحق واستركب لغيبة بنى مرين عن بلادهم وخلاء جوه من عساكرهم وأظهر العسكر والحشد لاستنقاذ السلطان من هوة القيروان يسد منها حسوا في ارتقاء وتفطن لشأنه الحسن بن سليمان بن يرزيكن عامل القصبة بفاس وصاحب الشرطة بالضواحي فاستأذنه باللحاق بالسلطان فأذن له راحة من مكانه وأصحبه عمال المصامدة ونواحي مراكش ليستقدمهم على السلطان بجباياتهم فلحق بالأمير أبى عنان على حين أمضى عزيمته على التوثب والدعاء لنفسه فقبض أموالهم وأخرج ما كان بموضع السلطان بالمنصورة من المال والذخيرة وجاهر بالدعاء لنفسه وجلس للبيعة بمجلس السلطان من قصره في ربيع من سنة تسع فبايعه الملا وقرأ كتاب بيعتهم على الاشهاد ثم بايعه العامة وانفض المجلس وقد عقد سلطانه ورست قواعد ملكه وركب في التعبية والآلة حتى نزل بقبة الملعب وطعم الناس وانتشروا وعقد على وزارته للحسن بن يرزيكن ثم لفارس بن ميمون بن وردار وجعله رديفا له وتبعا ورفع مكان ابن حدار عليهم واختص لولايته ومناجاة خلوته كاتبه أبا عبد الله محمد بن محمد بن أبي عمرو سنذكر خبره ثم فتح الديوان واستركب من تساقط إليه من فل أبيه وخلع عليهم ودفع إليهم أعطياتهم وأزاح عللهم وبينما هو يريد الرحلة إلى المغرب بلغه أن وترمار بن عريف ولى السلطان وخالصته عريف بن يحيى وكان أمير زغبة لعهده ومقدما على سائر البدو أنه قد جمع له يريد حربه وغلبه على ما صار إليه من الانتزاء والثورة على أبيه وانه قصد تلمسان بجموعه من العرب وزناتة المغرب الأوسط فعقد للحسن بن سليمان وزيره على حربه وأعطاه الآلة وسرحه للقائه وسرح معه من حضر من بنى عامر اقتال سويد وارتحل في عسكره حتى احتل تسالة وناجزه وترمار الحرب ففلت جموعه ومنحوا أكتافهم واتبع الوزير عسكرهم واكتسح أموالهم وحللهم وعاد إلى سلطانه بالفتح والغنائم وارتحل الأمير أبو عنان إلى المغرب وعقد على تلمسان لعثمان بن جرار وأنزله بالقصر القديم منها حتى كان من أمره مع عثمان بن عبد الرحمن ما ذكرناه في أخبارهم ولما انتهى إلى وادى الزيتون وشى إليه بالوزير الحسن بن سليمان انه مضمر الفتك به بتازى تزلفا إلى السلطان ووفاء بطاعته وانه داخل في ذلك الحافد منصورا صاحب أعمال المغرب بما كان يظهر من طاعة جده فارتاب الأمير أبو عنان به واستظهروا شيه على ذلك بكتابه فلما قرأه تقبض عليه وقتله بالمساء خنقا وأغذ السير إلى المغرب وبلغ الخبر منصور بن أبي مالك صاحب فاس فزحف للقائه والتقى الجمعان بناحية تازى وبوادي أبى الأجراف فاختل مصاف منصور وانهزمت جموعه ولحق بفاس وانحجر بالبلد الجديد وارتحل الأمير أبو عنان في اثره وتسايل الناس على
(٢٧٩)