أن تجاوز الأمير أبو يحيى بعساكره بجاية واحتل بتاكرارت من أوطان سدويكش من أعمال بجاية وأطل على بلاد سدويكش وانكفأ راجعا فأوطأ عساكره ساحة بجاية وبها الأمير خالد بن يحيى وناشبهم القتال بعض أيام جلا فيها أولياء السلطان أبى البقاء عن أنفسهم وسلطانهم وأمر بروض السلطان المسمى بالبديع فخربه وكان من آنق الرياض وأحفلها وقفل إلى مكانه من تدويخ البلاد وأعرض عن اعمال الموحدين وكان صاحب تونس لذلك العهد محمد بن المستنصر الملقب بابي عصيدة بن يحيى الواثق فأوفد على السلطان شيخ الموحدين بدولته محمد بن اكمازير عاقد أسباب الولاية ومحكما مذاهب الوصلة ومقررا سوابق السلف فوفد في مشيخة من قومه لشعبان سنة ثلاث وناغاه الأمير أبو البقاء خالد صاحب بجاية وأوفد مشيخة من أهل دولته كذلك وبر السلطان وفادتهم وأحسن منقلبهم ثم عاد ابن اكمازير سنة أربع وسبعمائة ومعه شيخ الموحدين وصاحب السلطان أبو عبد الله بن يزريكن في وفد من عظماء الموحدين وأوفد صاحب بجاية حاجبه أبا محمد الرخامي وشيخ الموحدين بدولته عياد بن سعيد بن عثيمن ووفدوا جميعا على السلطان ثالث جمادى فأحسن السلطان في تكرمتهم ما شاء ووصلهم إلى نفسه بمساكن داره وأراهم أريكة ملكه وأطافهم قصوره ورياضة بعد أن فرشت ونمقت فملا قلوبهم جلالا وعظمة ثم بعثهم إلى المغرب ليطوفوا على قصور الملك بفاس ومراكش ويشاهدوا آثار سلفهم وأوعز إلى عمال المغرب بالاستبلاغ في تكرمتهم واتحافهم فانتهوا من ذلك إلى الغاية وانقلبوا إلى حضرته آخر جمادى وانصرفوا إلى ملكهم بالحديث عن شأن رسالتهم وكرامة وفدهم ثم أعاد ملوكهم مراسلة السلطان سنة خمس بعدها فوفد أبو عبد الله بن اكمازير من تونس وعياد بن سعيد من بجاية وأوفد السلطان على صاحب تونس مع رسوله صاحب الفتيا بحضرته الفقيه أبا الحسن التونسي وعلي بن يحيى البركشى رسولين يسألان المدد بأسطوله فقضوا رسالتهم وانقلبوا سنة خمس ووصل بخبرها أبو عبد الله المزدوري من مشيخة الموحدين واقترن بذلك وصول حسون بن محمد بن حسون المكناسي من صنائع السلطان كما أوفده مع ابن عثيمن على مراسلة الأمير أبى البقاء خالد صاحب بجاية في طلب الأسطول أيضا فرجعوه بالمعاذير وأوفدوا معه عبد الله بن عبد الحق بن سليمان فتلقاهم السلطان بالمبرة وأوعز إلى عامله بوهران أن يستبلغ في تكريم عمرة الأسطول فجرى في ذلك على مذهبه وانقلبوا جميعا أحسن منقلب وغنى السلطان عن أسطولهم لفوات وقت الحاجة إليه من منازلة بلاد السواحل إذ كان قد تملكها أيام مماطلتهم ببعثه واتصل الخبر بصاحب تلمسان الأمير أبى زيان بن عثمان المبايع أيام الحصار عند مهلك أبيه عثمان
(٢٢٥)