مرين وكانت رياستهم في بيت منهم يعرفون ببني عمران وكان القائم بها لأول دخولهم إبراهيم بن عمران واستبد عليه أخوه وترمار وقام بأمرهم إلى أن هلك فولى ابنه مقاتل بن وترمار وقتل عمه إبراهيم وافترقت رياسة بنى عمران من يومئذ بين بنى إبراهيم وبنى وترمار إلا أن رياسة بنى إبراهيم أظهر فولى بعد إبراهيم بن عمران ابنه وترمار وكان معاصرا ليغمراسن بن زيان وطال عمره ولما هلك لتسعين من المائة السابعة ولى أمرهم غانم ابن أخيه محمد بن إبراهيم ثم كان فيهم من بعده موسى بن يحيى بن وترمار لا أدرى معاقبا لغانم أو توسطهما أحد ولما زحف بنو مرين إلى تلمسان آخر زحفهم صار بنو راشد هؤلاء إلى طاعة السلطان أبى السحن وشيخهم لذلك العهد أبو يحيى موسى بن عبد الرحمن بن وترمار بن إبراهيم وانحصر بتلمسان بنو عمه كرجون بن وترمار وانقرض أمر بنى عبد الواد وأشياعهم ونقل بنو مرين رؤس زناتة أجمع إلى المغرب الأقصى فكان بنو وترمار هؤلاء ممن صار إلى المغرب وأوطنوه إلى أن صار الامر لبنى عبد الواد الكرة الثالثة على يد أبى حمو الأخير موسى بن يوسف وكان شيخ بنى راشد لعهده ابن أبي يحيى بن موسى المذكور أقبل إليهم من المغرب من إيالة بنى مرين فاتهمه أبو حمو بمداخلتهم فتقبض عليه واعتقله مدة بوهران وفر من معتقله فلحق بالمغرب وارتحل بين أحيائهم مدة ثم رجع إلى الطاعة واقتضى العهد من السلطان أبى حمو وولاه على قومه ثم على قومه ثم تقبض عليه واعتقله إلى أن قتله بمحبسه سنة ثمان وستين وسبعمائة وانقرض أمر بنى وترمار بن إبراهيم وأما بنو وترمار بن عمران فقام بأمرهم بعد مقاتل ابن وترمار أخوه أبو زركن بن وترمار ثم ابنه يوسف بن أبي زركن ثم آخرون من بعدهم لم تحضرني أسماؤهم إلى أن غلب عليهم بنو وترمار بن إبراهيم وقد ذهبت لهذا العهد رياسة أولاد عمران جميعا وصار بنو راشد هؤلاء خولا للسلطان وبقيتهم بجبلهم على الحال التي ذكرناها والله وارث الأرض ومن عليها
(١٥٣)