الواد رغب سعد من السلطان تخلية سبيله لقضاء فرضه فحج وهلك مرجعه من الحج في طريقه وعهد إلى السلطان أبى الحسن واستوصاه ببنيه على لسان وليه عريف بن يحيى كبير بنى سويد فولى السلطان أبو الحسن ابنه سليمان بن سعد على بنى يدللتن والقلعة وانتقض أمر السلطان أبى الحسن وعاد الامر إلى أبي سعيد وأبى ثابت ابني عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن فكانت بينه وبينهم ولاية وانحراف وكان أولياؤهم من العرب بنى سويد من زغبة لما كانوا جيرانهم في مواطنهم من ناحية القبلة فطمع وترمارين عريف شيخهم في التغلب على وطن بنى يدللتن ومانعه دونه سليمان هذا وبالغ في دفاعه إلى أن ملك السلطان أبو عنان بلاد المغرب الأوسط ورعى لوترمار وابنه عريف حق انحياشهم إليه وهجرتهم إلى قومه فأقطع وترمار بن عريف القلعة وما إليها وجباية بنى يدللتن أجمع وألحق سليمان بن سعد بن سلامة في جنده ووجوه عسكره إلى أن هلك السلطان وعاد الامر لبنى عبد الواد على يد أبى حمو الأخير فولى سليمان على القلعة وعلى قومه واستغلظ أمر العرب عليه فاستراب سليمان هذا ونذر بالشر منه فلحق بأولاد عريف ثم راجع الطاعة فتقبض عليه واغتاله وذهب دمه هدرا ثم غلبه العرب على عامة المغرب الأوسط وأقطع القلعة وبنى يدللتن لأولاد عريف استئلافا لهم ثم أقطعهم بنى ما دون ثم منداس فأصبحت بطون بنى توجين كلها خولا لسويد وعبدا لجبايتهم الا جبل وانشريس فإنه لم يزل لبنى تيغرين والوالي عليهم يوسف بن عمر منهم كما قلناه ونظم أبو حمو أولاد سلامة في جنده وأثبتهم في ديوانه وأقطعهم القصبات من نواحي تلمسان في عطائهم وهم على ذلك لهذا العهد ولله الخلق والامر لا رب سواه ولا معبود الا إياه له الحكم واليه ترجعون وهو نعم المولى ونعم النصير وهو على كل شئ قدير ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
(١٦٤)