عسكر بن محمد لمنافسة وجدوها في أنفسهم من استقلال بنى عمهم حمامة بن محمد بالرياسة دونهم بعد أن كان أومض عندهم منها في عسكر وابنه المخضب ايماض أخاف بارقه فحالفوا عبد الحق أميرهم وقومه إلى مظاهرة أولياء الموحدين وحامية المغرب من قبائل رياح الموطنين بالهبط وازغار الحديث عهدهم بالتحرش والعز منذ إنزال المنصور إياهم بذلك المنظر من إفريقية فتحيزوا إليهم وكاثرهم على قومهم وصمدوا أجمعون إلى لقاء بنى مرين سنة أربع عشرة ودارت بينهم حرب تولى الصبر مقامها وهلك فيها أميرهم عبد الحق وكبير بنيه إدريس وقد أمر لمهلكها بنو مرين وجلا في تلك الحومة حمامة بن يصلتن من بنى عسكر وطيرا بن محيو بن السكمى فانكشف رياح آخرا وقتل منهم ابطال وولى بنو مرين عليهم بعد مهلك عبد الحق ابنه عثمان تلو إدريس وشهرته بينهم ادرغال ومعناه برطانتهم الأعور وكان لعبد الحق من الولد عشرة تسعة ذكور وأختهم ورتطليم فادريس وعبد الحق ورحولا مرأة من بنى على اسمها سوط النساء وعثمان ومحمد لامرأة من بنى ونكاس تسمى السوار بنت تصاليت وأبو بكر لامرأة من بنى تنالفت وهي تاغزونت بنت أبي بكر بن حفص وزيان لامرأة من بنى ورتاجن وأبو عياد لامرأة من بنى وللواحدي بطون عبد الواد اسمها أم الفرح ويعقوب لام اليمن بنت على من بطوية وكان أكبرهم إدريس الهالك مع أبيه عبد الحق فقام بأمر بنى مرين من بعد عبد الحق ابنه عثمان بايعه لوقته حمامة بن يصلتن وطير بن محيو ومن إليهما من مشيخة قومهما واتبعوا منهزمة رياح وأثخنوا فيهم وثأر عثمان بأبيه وأخيه حتى شفى نفسه منهم ولاذوا بالسلم فسالموهم على إتاوة يؤدونها إليه ولقومه كل سنة ثم استشرى من بعد ذلك داء بنى مرين وأعضل خطبهم وكثر الثوار بالمغرب وامتنع عامة الرعايا عن المغرب وفسدت السابلة واعتصم الأمراء والعمال من السلطان فمن دونه بالامصار والمدن وغلبوا أولئك على الضاحية وتقلص ظل الحكام عن البد وجملة وافتقدوا بنو مرين الحامية دون الوطن والرباع فمدوا للبلاد يدا وسار بهم أميرهم أبو سعيد عثمان بن عبد الحق في نواحي المغرب يتقرى مسالكه وشعوبه ويضع المغارم على أهله حتى دخل أكثرهم في أمره فبايعوه من الضواحي عن الشاوية والقبائل الآهلة هوارة وزكارة ثم تسول ومكناسة ثم بطوية وفشتالة ثم صدراتة وبهلولة ومديونة ففرض عليهم الخراج وألزمهم المغارم وفرق فيهم العمال ثم فرض على أمصار المغرب مثل فاس وتازى ومكناسة وقصر كتامة ضريبة معلومة يؤدونها على رأس كل حول على أن يكف الغارة عنهم ويصلح سابلتهم ثم أغزى ضواعن زناتة سنة عشرين وأثخن فيهم حتى أذعنوا وقبض أيديهم عما امتدت إليه من الفساد والنهب وعطف
(١٧٠)