أخيه يوسف بن عبد القوى من مكانهم بين صنهاجة منذ مقتل أبيه يوسف كما ذكرناه ولحقوا ببلاد الموحدين بإفريقية فلقوهم مبرة وتكريما وقطعوا لهم بضواحي قسنطينة في إيالة الملوك من آل أبي حفص يعسكرون معهم في غزواتهم ويبلون في حروبهم ويقومون بوظائف خدمتهم وكان الموالى من أولاد عزيز على لمدية حسن بن يعقوب وبنوه من بعده يوسف وعلى وكانت مواطنهم ما بين لمدية وموطنهم الأول ماخنون وكان بنو يدللتن أيضا من بنى توجين قد استولوا على حصن الجعبات وقلعة تاوغزوت ونزل القلعة كبيرهم سلامة بن علي مقيما على طاعة محمد بن عبد القوى وقومه فاتصل ملك محمد بن عبد القوى في ضواحي المغرب الأوسط ما بين مواطن بنى راشد إلى جبال صنهاجة بنواحي لمدية وما في قبلة ذلك من بلاد السرسو ووجبا له إلى أرض الزاب وكان يبعد الرحلة في مشتاه فينزل الروسن ومغرة والمسيلة ولم يزل دأبه ذلك ولما هلك يغمراسن سنة احدى وثمانين كما ذكرناه استجدت الفتنة بين عثمان ابنه وبين محمد بن عبد القوى على اثر ذلك سنة أربع وثمانين وولى من بعده ابنه سيد الناس فلم تطل مدة ملكه وقتله أخوه موسى لسنة أو نحوها من بعد مهلك أبيه وقام موسى بن محمد في امارة بنى توجين نحوا من عامين وكان أهل مرات من أشد أهل وطنه شوكة وأقواهم غائلة فحدثته نفسه أن يستلحم مشيختهم ويريح نفسه من محاذرتهم فأجمع لذلك ونزلها ونذروا بشأنه ورأيه فيهم فاستماتوا جميعا وثاروا به فقاتلهم ثم انهزم مثخنا بالجراحة وألجؤوه إلى مهاول الحصن فتردى منها وهلك وولى من بعده عمر بن أخيه إسماعيل بن محمد مدة أربعة أعوام ثم غدر به أولاد عمه زيان بن محمد فقتلوه وولوا كبيرهم إبراهيم بن زيان وكان حسن الولاية عليهم يقال ما ولى بعد محمد فيهم مثله وفى خلال هذه الولايات استغلظ عليهم بنو عبد الواد واشتدت وطأة عثمان بن يغمراسن عليهم بعد مهلك أبيهم محمد فنهض إليهم سنة ست وثمانين وحاصرهم بجبل وانشريس وعاث في أوطانهم ونقل زروعها إلى مازونة حين غلب عليها مغراوة ثم نازل حصن تافركينت وملكها بمداخلة القائد بها غالب الخصى مولى سيد الناس بن محمد وقفل إلى تلمسان ثم نهض إلى أولاد سلامة بقلعة تاوغزوت وامتنعوا عليه مرارا ثم أعطوه اليد على الطاعة ومفارقة بنى محمد بن عبد القوى فنبذوا لهم العهد وصاروا إلى إيالة عثمان بن يغمراسن وفرضوا لهم المغارم على بنى يدللتن وسلك عثمان بن يغمراسن مسلك التضريب بين قبائل بنى توجين وتحريضهم على إبراهيم بن زيان أميرهم فعدا عليه زكرار بن أعجمي شيخ بنى ما دون وقتله بالبطحاء في احدى غزواته لسبعة أشهر من ملكه وولى بعده موسى بن زرارة بن محمد بن عبد القوى بايع له بنو تيغرين واختلف سائر بنى توجين فأقام بعض سنة
(١٥٨)