ولكن الأقرب الأول لان المعتمر قادم حقيقة إلى مكة وكذا الحاج إذا اخر دخولها {والتزام المستجار وبسط اليدين عليه والصاق بطنه وخده به} المستند في ذلك ما رواه الكليني والشيخ عن عبد الله بن سنان في الصحيح قال قال أبو عبد الله (ع) إذا كنت في الطواف السابع فائت المتعوذ وهو إذا قمت في دبر الكعبة حذاء الباب فقال اللهم البيت بيتك والعبد عبدك هذا مقام العائذ بك من النار اللهم من قبلك الروح والفرج ثم استلم الركن اليماني ثم ائت الحجر فاختم به ورواه الشيخ عن الكليني عن معوية بن عمار في الحسن بإبراهيم عن أبي عبد الله (ع) انه كان إذا انتهى إلى الملتزم قال لمواليه أميطوا عنى حتى أقر لربى بذنوبي في هذا المكان فان هذا مكان لم يقر عبد لربه بذنوبه ثم استغفر الا غفر الله له وعن معوية بن عمار باسنادين أحدهما من الحسان بإبراهيم قال قال أبو عبد الله (ع) إذا فرغت من طوافك وبلغت مؤخر الكعبة وهو بحذاء المستجار دون الركن اليماني بقليل فابسط يديك على البيت والصق بطنك وخدك بالبيت وقل اللهم البيت بيتك والعبد عبدك وهذا مكان العائذ بك من النار ثم أقر لربك بما عملت فإنه ليس من عبد مؤمن يقر لربه بذنوبي في هذا المكان الا غفر الله له إن شاء الله وتقول اللهم من قبلك الروح والفرج والعافية اللهم ان عملي ضعيف فضاعفه لي واغفر لي ما اطلعت عليه منى وخفى على خلقك ثم تستجير بالله من النار تختر لنفسك من الدعاء ثم استلم الركن اليماني ثم أتت الحجر الأسود ورواه الشيخ عن الكليني إلى قوله إن شاء الله وعن معوية بن عمار وجميل بن صالح في الحسن عن أبي عبد الله (ع) قال لما طاف ادم بالبيت وانتهى إلى الملتزم قال جبرئيل يا ادم أقر لربك بذنوبك في هذا المكان قال فوقف ادم فقال يا رب ان لكل عامل اجرا قد عملت فما اجرى فأوحى الله عز وجل إليه يا ادم قد غفرت ذنبك قال يا رب ولولدي أو لذريتي فأوحى الله عز وجل إليه يا ادم من جاء من ذريتك إلى هذا المكان وأقر بذنوبه وتاب كما تبت ثم استغفر غفرت له وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) قال قلت له من أين استلم الكعبة إذا فرغت من طوافي ان من دبرها وعن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله (ع) انه سئل عن استلام الكعبة فقال من دبرها وروى الشيخ عن موسى القسم عن إبراهيم بن أبي سمال عن معوية بن عمار وهذا السند موثق عن أبي عبد الله (ع) قال ثم يطوف بالبيت سبعة أطواف أشواط ويقول في الطواف اللهم إني أسئلك باسمك الذي يمشى به على ظلل السماء كما يمشى به على جدد الأرض وأسئلك باسمك الذي يهتز له عرشك وأسئلك باسمك الذي يهتز له اقدام ملائكتك وأسئلك باسمك الذي دعاك به موسى من جانب الطور فاستجبت له وألقيت عليه محبة منك وأسئلك باسمك الذي غفرت به لمحمد صلى الله عليه وآله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأتممت عليه نعمتك ان تفعل بي كذا وكذا لما أجبت من الدعاء قال أبو إسحاق روى هذا الدعاء معوية بن عمار عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) وكلما انتهيت إلى باب الكعبة فصل على النبي صلى الله عليه وآله وتقول في الطواف اللهم إني إليك فقير وانى خائف مستجير فلا تبدل اسمى ولا تغير جسمي فإذا انتهيت إلى مؤخر الكعبة وهو المستجار دون الركن اليماني بقليل في الشوط السابع فابسط يديك على الأرض والصق خدك وبطنك بالبيت ثم قل اللهم البيت بيتك والعبد عبدك هذا مكان العائذ بك من النار ثم أقر لربك بما عملت من الذنوب فإنه ليس عبد مؤمن يقر لربه بذنوبه في هذا المكان الا غفر له انشاء الله فان أبا عبد الله (ع) قال لغلمانه أميطوا عنى حتى أقر لربى بما عملت اللهم من قبلك الروح والفرج والعافية اللهم ان عملي ضعيف فضاعفه لي اللهم اغفر لي ما اطلعت عليه منى وخفى على خلقك وتستجير بالله من النار وتختار لنفسك من الدعاء ثم استقبل الركن اليماني والركن الذي فيه الحجر الأسود واختم به وان لم تستطع فلا يضرك وتقول اللهم متعني بما رزقتني وبارك لي فيما أتيتني ثم تأتى مقام إبراهيم فتصلى ركعتين واجعله إماما واقرا فيهما بسورة التوحيد قل هو الله أحد وفى الركعة الثانية قل يا أيها الكافرون ثم تشهد واحمد الله واثن عليه وصل على النبي صلى الله عليه وآله وسئله ان يتقبل منك فهاتان الركعتان هما الفريضة ليس يكره لك ان تصليهما في أي الساعات شئت عند طلوع الشمس وعند غروبها ثم تأتى الحجر الأسود فتقبله وتسلمه ويشر إليه فإنه لابد من ذلك وروى الكليني عن معوية بن عمار باسنادين أحدهما حسن بإبراهيم صدر هذا الحديث إلى قوله قال أبو إسحاق وزاد وكلما انتهيت إلى باب الكعبة فصل على النبي صلى الله عليه وآله وتقول فيما بين الركن اليماني والحجر الأسود ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار و قل في الطواف اللهم إني إليك فقير وانى خائف مستجير فلا تغير جسمي ولا تبدل اسمى و (الظ) ان قوله ولك انتهيت إلى اخره في رواية الشيخ ليس من كلام الشيخ ولا المفيد بل هو من كلام أبى اسحق أو غيره من رواة الحديث ويستفاد منه ان الملتزم هو المسمى بالمستجار كما هو المستفاد من كلام (المص) وغيره وعرفه المحقق بأنه جزؤ من حائط الكعبة بحذاء الباب دون الركن اليماني بقليل لكن يستفاد من حسنة معوية بن عمار المذكورة ان موضع الالتزام بحذاء المستجار وقد ثبت ان موضع الالتزام حذاء الباب فيكون المستجار على هذا الباب وعلى كل تقدير فموضع الالتزام حذاء الباب والامر في التسمية هين والأولى الملتزم والمستلم حفظ موضع قيامه والعود إلى الطواف منه حذرا عن الزيادة والنقيصة مع احتمال عدم تأثير ذلك ولو شك في الموقف تأخر احتياطا ولا يؤثر مثل هذه الزيادة لاطلاق الامر بالاستلام والالتزام من غير تعرض لشئ ولو جاوز المستجار إلى الركن لم يرجع لفوات المحل وما رواه الشيخ عن علي بن يقطين في الصحيح عن أبي الحسن (ع) قال سألته عمن نسى ان يلتزم في اخر طوافه حتى جاز الركن اليماني أيصلح ان يلتزم بين الركن اليماني وبين الحجر أو يدع ذلك قال ترك اللزوم ويمضى وعمن قرن عشرة أسابيع أو أكثر أو أقل اله ان يلتزم في اخرها التزامة واحدة قال لا أحب ذلك ويمضى وأطلق الفاضلان في النافع والقواعد الحكم بالرجوع واستحب الشهيد الرجوع ما لم يبلغ الركن وهو ظاهر المحقق في (ئع) وفى المنتهى إذا جاز موضعه فلا إعادة عليه وهو ظاهر الشيخ في التهذيب ويستحب أيضا في الطواف {التزام الاذكان} جميعا {حصوصا العراقي واليماني} اختلف الأصحاب في هذه المسألة في موضعين {الأول} المشهور بين الأصحاب استحباب التزام الأركان كلها ويتأكد استحباب التزام الركن العراقي واليماني وأسنده (المص) في المنتهى إلى علمائنا وحكى عن ابن الجيد المنع من استلام الركنين الآخرين وهو قول الفقهاء الأربعة من العامة والأول أقرب لنا ما رواه الشيخ عن إبراهيم بن أبي محمود في الصحيح قال قلت الرضا (ع) استلم اليماني والشامي والعربي قال نعم وعن جميل بن صالح في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) قال كنت أطوف بالبيت فإذا رجل يقول ما بال هذين الركنين يستلمان ولا يستلم هذان فقلت ان رسول الله صلى الله عليه وآله استلم هذين ولم يتعرض لهذين فلا تعرض لهما إذ لم يعرض لهما رسول الله صلى الله عليه وآله قال جميل ورأيت أبا عبد الله (ع) يستلم الأركان كلها ورواه الكليني أيضا عن جميل بن صالح في الصحيح وحمل الشيخ ما تضمن صدر الحديث من ترك النبي صلى الله عليه وآله استلام الركنين على عدم تأكد استحباب الاستلام فيهما كما في الآخرين فلا ينافي أصل الاستحباب المستفاد من العجز ويمكن الحمل على التقية أيضا ويؤكد ما ذكرناه ما رواه الكليني عن الكاهلي في الحسن قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول طاف رسول الله صلى الله عليه وآله على ناقة الغضباء وجعل يستلم الأركان بمجنحه ويقبل الحجر ونحوه الكلام فيما رواه ابن بابويه عن معوية بن عمار في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) قال بينا انا في لطواف إذ رجل يقول ما بال هذين الركنين يمسحان يعنى الحجر والركن اليماني وهذان لا يمسحان قال فقلت ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يمسح هذين ولم يمسح هذين فلا تتعرض لشئ لم يعرض له رسول الله صلى الله عليه وآله ومما ذكرنا بظهر وجه تأكد استحباب استلام الركنين مضافا إلى ما يدل على فضلهما ومداراته النبي صلى الله عليه وآله على ذلك وروى الكليني والشيخ عن عنه زيد الشحام قال كنت أطوف مع أبي عبد الله (ع) فكان إذا انتهى إلى الحجر مسح بيده وقبله وإذا انتهى إلى الركن الثرقة قلت جعلت فداك يمسح الحجر بيدك ويلتزم اليماني فقال قال رسول الله (ص)
(٦٣٤)