السكينة قال يتواضع {والغسل لدخول المسجد} قد مر الكلام في تحقيق ذلك ودخوله من باب بنى شيبة واستدل عليه (المص) بان النبي صلى الله عليه وآله دخل منها وعلل أيضا ان هبل وهو أعظم الأصنام مدفون تحت عتبتها فإذا دخل منها وطئه برجله قال بعض الأصحاب وهذا الباب غير معروف الان لتوسعة المسجد لكن قيل إنه بإزاء باب السلم فينبغي الدخول منه على الاستقامة إلى أن يتجاوز الأساطين ليتحقق المرور به بناء على هذا القول {والوقوف عندها} والدعاء بالمأثور والأصل في ذلك روايات منها ما رواه الكليني والشيخ عنه عن معوية بن عمار باسنادين أحدهما من الحسان بإبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله (ع) قال إذا دخلت المسجد الحرام فادخله حافيا إلى أن قال فإذا انتهيت إلى باب المسجد فقم وقل السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته بسم الله وما شاء الله والسلام على أنبياء الله ورسله والسلام على رسول الله والسلام على إبراهيم والحمد لله رب العالمين فإذا دخلت المسجد فارفع يديك واستقبل البيت وقل اللهم إني أسئلك في مقامي هذا في أول مناسكي ان تقبل توبتي وان تجاوز عن خطيئتي وتضع عنى وزرى الحمد لله الذي بلغني بيته الحرام اللهم إني أشهدك ان هذا بيتك الحرام الذي جعلته مثابة للناس وامنا مباركا وهدى للعالمين اللهم ان العبد عبدك والبلد بلدك والبيت بيتك جئت اطلب رحمتك وارم طاعتك مطيعا لأمرك راضيا بقدرك أسئلك مسألة الفقير إليك الخائف لعقوبتك اللهم افتح لي أبواب رحمتك واستعملني بطاعتك ومرضاتك وروى الشيخ عن أبي بصير في الموثق عن أبي عبد الله (ع) قال تقول على باب المسجد بسم الله وبالله ومن الله والى الله وما شاء الله وعلى ملة رسول الله وخير الأسماء لله والحمد لله والسلام على رسول الله والسلام على محمد بن عبد الله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته والسلام على أنبياء الله ورسله السلام على إبراهيم خليل الرحمن السلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اللهم صل على محمد وال محمد وبارك على محمد وال محمد وارحم محمدا وال محمد كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وال إبراهيم انك حميد مجيد اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وعلى إبراهيم خليلك وعلى أنبياءك ورسلك وسلم عليهم وسلم على المرسلين والحمد لله رب العالمين اللهم افتح لي أبواب رحمتك واستعملني في طاعتك ومرضاتك واحفظني بحفظ الايمان ابدا ما أبقيتني جل ثناء وجهك الحمد لله الذي جعلني من وفده وزواره وجعلني ممن يعمر مساجده وجعلني ممن يناجيه اللهم عبدك وزائرك اتى بيتك وعلى كل مأتى حق لمن اتاه وزاره وأنت خير مأتى ومزور فأسئلك يا الله يا رحمن وبأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وبأنك واحد أحد صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد وأن محمدا عبدك ورسولك صلى الله عليه وعلى أهل بيته يا جواد يا ماجد يا جبار يا كريم أسئلك ان تجعل تحفتك إياي من زيارتي إياك ان تعطيني فكاك ورقبتي من النار اللهم فك رقبتي من النار يقولها ثلثا وأوسع على من رزقك الحلال الطيب وادرأ عنى شر شياطين الجن والإنس وشر فسقة العرب والعجم ورواه الكليني مرسلا عن أبي بصير بأدنى تفاوت {والطهارة في النفل} وقد مر تحقيق ذلك سابقا {والوقوف عند الحجر وحمد الله والصلاة على النبي وآله عليهم السلام والاستلام والتقبيل} يدل على هذه الجملة ما رواه الكليني عن معوية بن عمار باسنادين أحدهما من الحسان بإبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله (ع) قال إذا دنوت من الحجر الأسود فارفع يديك واحمد الله و اثن عليه وصل على النبي صلى الله عليه وآله واسئل الله ان يتقبل منك ثم استلم الحجر وقبله فإن لم تستطع ان تقبله فاستلمه بيدك فان تستطع ان تستلمه بيدك فأشر إليه وقل اللهم أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته ليشهد لي بالموافاة اللهم تصديقا بكتابك وعلى سنة نبيك اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله امنت بالله وكفرت بالجبت والطاغوت وباللات والعزى وعبادة الشيطان وعبادة كل ند يدعى من دون الله فإن لم تستطع ان تقول هذا كله فبعضه وقل اللهم إليك بسطت يدي وفيما عندك عظمت رغبتي فاقبل سحتى واغفر لي وارحمني اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر ومواقف الخزي في الدنيا والآخرة قال الكليني وفى رواية أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال إذا دخلت المسجد الحرام فامش حتى تدنو من الحجر الأسود فتستقبله وتقول الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي ولولا أن هدينا الله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أكبر من خلقه وأكبر ممن اخشى واحذر ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت ويميت ويحيى بيده الخير وهو على كل شئ قدير وتصلى على النبي وآله وتسلم على المرسلين كما فعلت حين دخلت المسجد وتقول اللهم إني أومن بوعدك وأوفى بعهدك ثم ذكر كما ذكر معوية وعن حريز في الحسن بإبراهيم عمن ذكر عن أبي جعفر (ع) قال إذا دخلت المسجد الحرام وحاذيت الحجر الأسود فقل اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله امنت بالله وكفرت بالجبت والطاغوت وباللات والعزى وبعبادة الشيطان وبعبادة كل ند يدعى من دون الله ثم أدن من الحجر واستلمه بيمينك وتقول بسم الله وبالله والله أكبر اللهم أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته ليشهد لي بالموافاة ورواه الشيخ عن الكليني بتفاوت ما وعن محمد الحلبي باسناد لا يقصر عن الموثقات قال سألت أبا عبد الله (ع) عن الحجر إذا لم أستطع مسه وكثرة الزحام فقال إما الشيخ الكبير والضعيف والمريض فمرخص في ما أحب ان تدع مسه الا ان لا تجديد أو عن أحمد بن محمد بن أبي نصر في الصحيح عن محمد بن عبد الله قال سئل الرضا (ع) عن الحجر الأسود هل يقاتل عليه الناس إذا كثروا؟ قال إذا كان كذلك فأؤم إليه ايماء بيدك وروى الشيخ عن علي بن جعفر عن محمد عن أبي عبد الله (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله تسلموا الركن فإنه يمين الله في خلقه يصافح بها خلقه مصافحة العبد أو الدخيل ويشهد لمن استلمه بالموافاة رواه الكليني عن علي بن جعفر عن محمد بن مسلم عنه (ع) وما رواه الشيخ والكليني عن سيف التمار في الصحيح قال قلت لأبي عبد الله (ع) أتيت الحجر الأسود فوجدت عليه زحاما فلم الق الا رجلا من أصحابنا فسألته فقال لابد من استلامه فقال إن وجدته خاليا والا فسلم من بعيد وفى صحيحة معوية بن عمار الطويلة المتضمنة لبيان حج رسول الله صلى الله عليه وآله قال فطاف يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله بالبيت سبعة أشواط وصلى ركعتين خلف مقام إبراهيم ثم عاد إلى الحجر فاستلمه وقد كان استلمه في أول طوافه وفى صحيحة عبد الله بن سنان المتضمنة لبيان حج رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه ليكن اخر عهدكم بالكعبة استلام الحجر فاستلمه ثم خرج إلى الصفا واعلم أنه يستفاد من قول الصادق (ع) في حسنة معوية بن عمار فاستلمه بيدك وغير ذلك من الأخبار المذكورة ان الاستلام هو اللمس كما ذكره جماعة من اللغويين قال الجوهري استلم الحجر لمسه إما بالقبلة أو باليد ولا يهمز لأنه مأخوذ من السلم بالكسر وهو الحجر كما تقول استنوق الجمل وبعضهم يهمزه وفى القاموس استلم الحجر لمسه إما بالقبلة أو باليد كاستلامه وقال ابن الأثير في حديث الطواف انه اتى الحجر فاستلمه هو فافتعل من السلم أي التحيه وقيل هو افتعل من السلم وهي الحجارة واحدتها سلمة بكسر اللام يقال استلم الحجر إذا لمسه أو تناوله قال ابن إدريس قال السيد المرتضى (استلام) الحجر هو غير مهموز لأنه افتعال من السلم التي هي الحجارة واستلامه انما هو مباشرته وتقبيله والتمسح به وحكى تغلب وحده في هذه اللفظة الهمزة وجعله وجها ثانيا الترك الهمز وفسره بأنه اتخذه جنة وسلاحا من اللامة وهو الدرع وما هذا الوجه حكاه تغلب في هذا اللفظة الا مليح إذا كان مسموعا انتهى وحكى (المص) في المنتهى عن المرتضى أنه قال الاستلام غير مهموز افتعال من السلم وهي الحجارة فإذا مس الحجر بيده ومسحه بها قيل استلم أي مس السلم بيد ثم قال (المص) وقد قيل إنه مأخوذ من السلم أي انه يحيى نفسه عن الحجر إذ ليس الحجر ممن يحييه هذا كما يقال اختدم إذا لم يكن له خادم وانما خدم نفسه ثم نقل
(٦٣٢)