فلما وقف جعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته فيقفون إلى جانبه فنحاها ففعلوا مثل ذلك فقال أيها الناس انه ليس موضع أخفاف ناقتي الموقف ولكن هذا كله موقف وأشار بيده إلى الموقف وقال هذا كله موقف وفعل مثل ذلك في المزدلفة فإذا رأيت خللا فتقدم فسده بنفسك وراحلتك فان الله عز وجل يحب ان بسد تلك الخلال وانتقل عن الهضاب واتق الأراك الحديث وما رواه الشيخ عن أحمد بن محمد بن أبي نصر في الصحيح عن محمد بن سماعة الصيرفي عن سماعة بن مهران قال قلت لأبي عبد الله (ع) إذا كثر الناس بمنى وضاقت عليهم كيف يصنعون قال يرتفعون إلى وادى محسر قلت فإذا كثروا الجميع وضاقت عليهم كيف يصنعون فقال يرتفعون إلى المأذنين قلت فإذا كانوا بالموقف وكثروا وضاقت عليهم كيف يصنعون قال يرتفعون إلى الجبل وقف في ميسرة الجبل فان رسول الله صلى الله عليه وآله وقف بعرفات فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته ويقفون إلى جانبها فنحاها رسول الله صلى الله عليه وآله ففعلوا مثل ذلك فقال أيها الناس انه ليس موضع أخفاف ناقتي بالموقف ولكن هذا كله موقف و أشار بيده إلى الموقف وقال هذا كله موقف فتفرق الناس وفعل ذلك بالمزدلفة إذا رأيت خللا فتقدم فسده بنفسك وراحلتك فان الله يحب ان يسد تلك الخلال وأسهل عن الهضبات واتق الأراك ونمرة وهي بطن عرفة وثويه وذو المجاز فإنه ليس من عرفة فلا يقف فيه ويدل على رجحان الوقوف في سفح الجبل ما رواه الشيخ عن إسحاق بن عمار في الموثق قال سألت أبا إبراهيم (ع) عن الوقوف بعرفات فوق الجبل أحب إليك أم على الأرض قال على الأرض وما رواه الكليني عن مسمع عن أبي عبد الله (ع) قال عرفات كلها موقف وأفضل الموقف بسفح الجبل وعن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال إذا وقفت بعرفات فادن من الهضبات هي الجبال فان النبي صلى الله عليه وآله قال إن أصحاب الأراك لا حج لهم يعنى الذين يقفون تحت الأراك {ويستحب الدعاء له ولوالديه والمؤمنين بالمنقول} هذا هو (المش) قال في المنتهى بعد فعل نبذة من الأدعية مستحبة وليست بواجبة انما الواجب الوقوف ولا نعلم في ذلك خلافا وقال في (المخ) وعد ابن البراج من أقسام الواجب الذكر لله (تع) والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله في الموقفين و (المش) الاستحباب وقال في مسألة أخرى قال أبو الصلاح يلزم افتتاحه بالنسبة وقطع زمانه بالدعاء والتوبة والاستغفار ثم قال وهذا يوهم وجوب هذه الأشياء والحق ان الواجب النية دون وجوب شئ من الاذكار وكذا قال في المشعر وهو اختيار ابن البراج احتج للأول بالأصل وبما رواه الشيخ عن جعفر بن عامر بن عبد الله بن خزاعة الأزدي قال قلت لأبي عبد الله (ع) رجل وقف بالموقف فأصابه دهشة الناس فبقى ينظر إلى الناس ولا يدعو حتى أفاض الناس قال يجزيه وقوفه ثم قال ليس قد صلى بعرفات الظهر والعصر وقنت ودعا قلت بلى قال فعرفات كلها موقف وما قرب من الجبل فهو أفضل وعن أبي يحيى زكريا الموصلي قال سالت العبد الصالح (ع) عن رجل وقف بالموقف فاتاه نعى أبيه أو نعى ولده قبل ان يذكر الله بشئ أو يدعو فاشتغل بالجزع والبكاء على الدعاء ثم أفاض الناس فقال الا ارى عليه شيئا وقد أساء فليستغفر الله له آلو صبر واحتسب لأفاض من الموقف بحسنات أهل الموقف جميعا من غير أن ينقص من حسناتهم شيئا واحتج لابن البراج بالامر في الآية والامر للوجوب وأجيب بالمنع من الكبرى وعلى كل تقدير فلا ريب في تأكد رجحان فعل الدعاء والذكر والاستغفار في يوم عرفة لأنه يوم عظيم كثير الشرف والبركة والأدعية المأثورة منها الدعاء المنقول عن الحسين بن علي (ع) والدعاء المنقول عن علي بن الحسين زين العابدين (ع) المذكور في الصحيفة وروى الكليني عن معوية بن عمار باسنادين أحدهما من الحسان بإبراهيم بن هاشم والاخر قوى عندي عن أبي عبد الله (ع) قال قف بميسرة الجبل وساق الكلام إلى أن قال فإذا وقفت بعرفات فاحمد الله وهلله ومجده واثن عليه وكبره مائة تكبيرة واقرأ قل هو الله أحد مائة مرة وتختر لنفسك من الدعاء ما أحببت واجتهد فإنه يوم دعاء ومسألة وتعوذ بالله من الشيطان فان الشيطان لن يذهلك في موضع أحب إليه من أن يذهلك في ذلك الموضع وإياك ان تشتغل بالنظر إلى الناس وابتل قبل نفسك فليكن فيما تقول اللهم رب المشاعر كلها فك رقبتي من النار وأوسع على من الرزق الحلال وادرأ عنى شر فسقة الجن والإنس اللهم لاتمكن بي ولا تخدعني ولا تستدرجني يا اسمع السامعين ويا أبصر الناظرين ويا أسرع الحاسبين ويا ارحم الراحمين أسألك ان تصلى على محمد وال محمد وان تفعل في كذا وكذا وليكن فيما تقول وأنت رافع يديك إلى السماء اللهم حاجتي التي ان أعطيتنيها لم يضر في ما متعتني وان منعتنيها لم ينفضي ما أعطيتني أسألك خلاص رقبتي من النار اللهم إني عبدك وملك يدك وناصيتي بيدك وأجلي لعلمك أسألك ان توفقني فيما يرضيك عنى وان يسلم منى مناسكي التي أديتها إبراهيم خليلك صلى الله عليه وآله عليها حبيبك محمدا صلى الله عليه وآله وليكن فيما تقول اللهم اجعلني ممن رضيت عمله وأطلت عمره وأحييته بعد الموت حياة طيبة وعن عبد الله بن ميمون في الصحيح قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله وقف بعرفات فلما همت الشمس ان يغيب قبل ان يندفع قال اللهم إني أعوذ بك من الفقر ومن تشتت الامر ومن شر ما يحدث بالليل والنهار امسى ظلمي مستجيرا بعفوك وأمسى خوفي مستجيرا بإماتك وأمسى ذلي مستجيرا بعزك وأمسى وجهي الفاني مستجيرا بوجهك الباقي يا خير من سئل ويا أجود من اعطى جللني برحمتك وألبسني عافيتك واصرف عنى شر جميع خلقك قال عبد الله بن ميمون وسمعت أبي يقول يا خير من سئل يا أوسع من اعطى ويا ارحم من استرحم ثم سل حاجتك وروى الشيخ عن عبد الله بن سنان في الصحيح عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى (ع) الا أعلمك دعاء يوم عرفة وهو دعاء من كان قبلي من الأنبياء عليهم السلام قال تقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير اللهم لك الحمد كالذي نقول وخير ما نقول وفوق ما يقول القائلون اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي ولك برأتي وبك حولي ومسك قوتي اللهم ان أعوذ بك من الفقر ومن وساوس الصدور ومن شتات الامر ومن عذاب القبر اللهم إني أسألك خير الرياح وأعوذ بك من شرما يجيئ به الرياح وأسئلك خير الليل وخير النهار اللهم اجعل في قلبي نورا وفى سمعي وبصرى نورا ولحمي ودمى وعظامي وعروقي ومقعدي ومقامي ومدخلي ومخرجي نورا وأعظم لي نورا يا رب يوم ألقاك انك على كل شئ قدير ويستحب ان يكثر الانسان الدعاء لاخوانه المؤمنين ويؤثرهم على نفسه بذلك روى الكليني عن إبراهيم بن هاشم في الحسن به قال رأيت عبد الله بن جندب بالموقف فلم أر موقفا كان أحسن من موقفه ما زال مادا يده إلى السماء ودموعه تسيل على خديه حتى يبلغ الأرض فلما انصرف الناس قلت يا أبا محمد ما رأيت موقفا قط أحسن من موقفك قال والله ما دعوت فيه الا لاخواني وذلك لان أبا الحسن موسى (ع) اخبرني انه من دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش ولك مائة الف ضعف مثله وكرهت ان ادع مائة الف ضعف مضمونة لواحد لا أدري يستجاب أم لا وعن ابن أبي عمير قال كان عيسى بن أعين إذ حج فصار إلى الموقف اقبل على الدعاء لاخوانه حتى يفيض الناس قال فقيل له تنفق مالك وتتعب يديك حتى إذا صرت إلى الموضع الذي تثبت فيه الحوائج إلى الله عزو جل أقبلت على الدعاء لاخوانك وتركت نفسك قال انى على ثقة من دعوة الملك لي وفى شك من الدعاء لنفسي وعن إبراهيم بن أبي البلاد ان عبد الله بن جندب قال كنت في الموقف فلما أفضت أتيت إبراهيم بن شعيب فسلمت عليه وكان مصابا بإحدى عينيه وإذا عينه الصحيحة حمراء كأنها علقة دم فقلت له قد أصبت بإحدى عينيك وانا والله شفق على الأخرى فلو قصرت من البكاء قليلا قال والله يا با محمد ما دعوت لنفسي اليوم بدعوة فقلت فلمن دعوت قال دعوت لاخواني فانى سمعت أبا عبد الله (ع) يقول من دعا لأخيه في ظهر الغيب وكل الله عز وجل به ملكا يقول ولك مثلاه فأردت ان أكون انا ادعو لاخواني ويكون الملك يدعو لي لأني في شك من دعائي لنفسي و
(٦٥٤)