بسم الله الرحمن الرحيم * (كتاب الصوم) * وهو من أفضل الطاعات وأشرف القربات والأخبار الواردة في فضله كثيرة فمنها " ما رواه الكليني عن زرارة في الحسن بإبراهيم بن هاشم عن أبي جعفر (ع) قال بني الاسلام على خمسة أشياء على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية وقال رسول الله صلى الله عليه وآله الصوم جنة من النار وعن عبد الله بن المغيرة في الحسن بإبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد الله عن ابائه (ع) ان النبي صلى الله عليه وآله قال لأصحابه الا أخبركم بشئ ان أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب قالوا بلى قال الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله والموازرة على العمل الصالح يقطع دابره والاستغفار يقطع وتينه ولكل شئ زكاة وزكاة الأبدان الصيام وعن إسماعيل بن يسار قال قال أبو عبد الله (ع) قال أبي ان الرجل ليصوم نهاره تطوعا يريد ما عند الله عز وجل فيدخله الله به الجنة وعن ابن أبي عمر في الحسن بإبراهيم بن هاشم عن سليمان عمن ذكره عن أبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل واستعينوا بالصبر قال الصبر الصيام وقال إذا نزلت بالرجل النازلة الشديدة فليصم فان الله عز وجل يقول واستعينوا بالصبر يعنى الصيام وعن يونس بن ظبيان قال قال أبو عبد الله (ع) من صام لله عز وجل يوما في شدة الحر فأصابه ظما وكل الله به الف ملك يمسحون وجهه ويبشرونه حتى إذا أفطر قال الله عز وجل له ما أطيب ريحك وروحك يا ملائكتي اشهدوا اني قد غفرت له وعن عبد الله بن طلحة عن أبي عبد الله (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله الصيام في عبادة وإن كان على فراشه ما لم يغتب مسلما وعن السكوني عن أبي عبد الله (ع) قال من كتم صومه قال الله عز وجل لملائكته عبدي استجار من عذابي فأجيروه ووكل الله عز وجل ملائكة بالدعاء للصائمين ولم يأمرهم بالدعاء لاحد الا استجاب لهم فيه وعن مسعدة عن أبي عبد الله عن ابائه (ع) ان النبي صلى الله عليه وآله قال إن الله عز وجل وكل ملائكته بالدعا للصائمين وقال اخبرني جبرئيل (ع) عن ربه أنه قال ما أمرت ملائكتي بالدعاء لاحد من خلقي الا استجبت لهم فيه وبهذا الاسناد عن أبي عبد الله (ع) قال نوم الصائم عبادة ونفسه تسبيح وعن ابن أبي عمر باسنادين أحدهما من الحسان بإبراهيم بن هاشم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) قال اوحى الله عز وجل إلى موسى (ع) ما يمنعك من مناجاتي فقال يا رب اجلك عن المناجاة لخلوق فم الصايم فأوحى الله عز وجل إليه يا موسى لخلوق فم الصيام عندي أطنب من ريح المسك وعن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله (ع) أنه قال للصايم فرحتان فرحة عند افطاره وفرحة عند لقاء ربه وعن السمان الأرضي عن أبي عبد الله (ع) قال إذا رأى الصائم قوما يأكلون أو رجلا يأكل سبحت له كل شعرة منه وروى ابن بابويه عن (الصادق ع) نوم الصايم عبادة وصمته تسبيح وعمله مقبول ودعائه مستجاب وعن أبي جعفر (ع) أنه قال قال الله تبارك وتعالى الصوم لي وانا اجزى به ونحوه روى الكليني عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله (ع) أنه قال للصايم فرحتان " وهيهنا فوايد يناسب المقام ايرادها الأولى أفضل الصيام صوم شهر رمضان فروى عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من صام شهر رمضان ايمانا واحتسابا وكف سمعه وبصره ولسانه عن الناس قبل الله صومه وغفر له مما تقدم من ذنبه وما تأخر وعطاه ثواب الصابرين وروى ابن بابويه عن زرارة في الصحيح عن أبي جعفر (ع) ان النبي صلى الله عليه وآله لما انصرف من عرفات وسار إلى منى دخل المسجد فاجتمع إليه الناس يسئلونه عن ليلة القدر فقام خطيبا فقال بعد الثناء على الله عز وجل إما بعد فإنكم سألتموني عن ليلة القدر ولم أطوها عنكم لأني لم أكن بها عالما اعلموا أيها الناس انه من ورد عليه شهر رمضان وهو صحيح سوى فصام نهاره وقام وردا من ليله وواظب على صلاته وهاجر (على) إلى جمعة وغدا إلى عيده فقد أدرك ليلة القدر وفاز بجائزة قرب عز وجل " وقال أبو عبد الله فازوا والله بجوائز ليست كجوائز العباد الثانية روى ابن بابويه عن هشام بن الحكم في الصحيح انه سئل سألت أبا عبد الله (ع) عن علة الصيام فقال انما فرض الله الصيام ليسوى به الغنى والفقير وذلك أن الغنى لم يكن ليجد مس الجوع فيرحم الفقير لان الغنى كلما أراد شيئا قدر عليه فأراد الله عز وجل ان يسوى بين خلقه وان يذيق الغنى مس الجوع والا لم ليرق على الضعيف ويرحم الجايع وكتب أبو الحسن علي بن موسى الرضا (ع) إلى محمد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله علة الصوم لعرفان (على) من الجوع والعطش ليكون ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا صابر أو يكون ذلك له دليلا على شدايد الآخرة معما فيه من الانكسار له عن الشهوات واعظا له في العاجل دليلا على الاجل ليعلم شدة مبلغ ذلك من أهل الفقر والمسكنة في الدنيا والآخرة وروى عن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) أنه قال جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسئله اعلمهم عن مسائل فكان فيما سئله ان قال له لأي شئ فرض الله عز وجل الصوم على أمتك بالنهار ثلثين يوما وفرض الله على الأمم أكثر من ذلك فقال النبي صلى الله عليه وآله ان ادم لما اكل من الشجرة بقى في بطنه ثلثين يوما ففرض الله عز وجل على ذريته ثلثين يوما الجوع والعطش والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله عز وجل عليهم وكذلك كان على ادم ففرض الله ذلك على أمتي ثم تلا هذه الآية كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات قال اليهود صدقت يا محمد فما جزاء من صامها فقال النبي صلى الله عليه وآله ما من مؤمن يصوم في شهر رمضان احتسابا الا واجب الله تبارك وتعالى له سبع خصال أولها يذوب الحرام من جسده والثانية يقرب من رحمة الله عز وجل والثالثة يكون قد كفر خطيئة ادم أبيه والرابعة يهون الله عليه سكرات الموت والخامسة أمان من الجوع والعطش يوم القيمة والسادسة يعطيه الله براءة من النار والسابعة يطعمه الله من طيبات الجنة قال صدقت يا محمد " (الثالثة في آداب الصايم) " روى الكليني عن محمد بن مسلم في الحسن بإبراهيم بن هاشم قال قال أبو عبد الله إذا صمت فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك وعدد أشياء غير هذا وقال لا يكون يوم صومك كيوم فطرك وعن جابر عن أبي جعفر (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجابر بن عبد الله يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام وردا من ليله وعف بطنه وفرجه وكف لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر فقال يا جابر يا رسول الله (ص) ما أحسن هذا الحديث فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ما أشد هذه الشروط وعن جراح المدايني عن أبي عبد الله (ع) قال إن الصيام ليس من الطعام والشراب (وحده) ثم قال قالت مريم اني نذرت للرحمن صوما اي صوما صمتا وفي نسخه أخرى اي صمتا فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم وعضوا ابصاركم ولا تنازعوا ولا تحاسدوا قال وسمع رسول الله صلى الله عليه وآله امرأة تسب جارية لها
(٤٩٤)