جعفر (ع) أنه قال من مصلى في مسجد الخيف بمنى مائة ركعة قبل ان يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاما ومن سبح الله فيه مائة تسبيحة كتب الله له كاجر عتق رقبة و من هلل الله فيه مائة تهليلة عدلت اجر احياء نسمة ومن حمد الله فيه مائة تحميدة عدلت اجر خراج العراقين يتصدق به في سبيل الله عز وجل الثاني ذكر الأصحاب انه يستحب للامام ان يخطب الناس وقت النفر الأول والثاني ويعلمهم فيها كيفية النفر والتوديع وبحثهم على طاعة الله وختم الحج بالاستقامة والثبات على طاعة الله وان يكونوا بعد الحج خيرا منهم من قبله وذكر (المص) في المنتهى ان محل هذه الخطة بعد صلاة الظهر من اليوم الثاني من أيام التشريق الثالث قال ابن إدريس في السرائر قال الثوري سألت أبا عبيدة عن اليوم الثاني من النحر ما كانت العرب تسميه فقال ليس عندي من ذلك علم ولقيت ابن مبادر وأخبرته بذلك فعجب وقال أسقط مثل هذا على أبى عبيدة وهي أربعة أيام متواليات كلها على الراء يوم النحر والثاني يوم النفر والثالث يوم النفر والرابع يوم الصدر فحدثت أبا عبيدة فكتبه عنى عن ابن مبادر قال محمد بن إدريس وقد يوجد في بعض نسخ المبسوط ان يوم الحادي عشر يوم النفر وهذا خطأ من الكتاب والنساخ وابن مبادر هذا شاعر لغوى بصرى صاحب القصيدة الدالية الطويلة ثم {يمضى} بعد الفراغ من المناسك المذكورة {حيث شاء} روى الكليني عن الحسن بن السرى في الصحيح قلت له ما تقول في المقام بمنى بعد ما ينفر الناس قال إذا قضى نسكه فليهم ما شاء وليذهب حيث شاء وروى الشيخ باسناد غير نقى عن الحسن بن علي السرى قال قلت لأبي عبد الله (ع) ما ترى في المقام بمنى بعد ما ينفر الناس فقال إذا كان قد قضى نسكه إلى الحديث وروى الكليني والشيخ عنه عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال كان أبى يقول لو كان لي طريق إلى منزلي من منى ما دخلت مكة {ولو بقى عليه شئ من المناسك بمكة عاد إليها واجبا} وذلك ظاهر لتوقف الواجب على العود (والا) أي وان لم يكن عليه شئ من المناسك الواجبة عاد إليها {مستحبا لطواف الوداع بعد صلاة ست ركعات بمسجد الخيف عند المنارة التي في وسطه وفوقها بنحو من ثلثين ذراعا وعن يمينها ويسارها كذلك} إما استحباب الرجوع إلى مكة الوداع البيت ففي المنتهى انه لا يعلم فيه خلافا ويدل على استحباب الرجوع توقف بعض المستحبات عليه وعلى استحباب طواف الوداع ما رواه الشيخ عن معوية بن عمار في الصحيح عن أبي عبد الله قال إذا أردت ان يخرج من مكة فيأتي أهلك فودع البيت وطف أسبوعا وان استطعت ان تسلم الحجر الأسود والركن والمقام اليماني في كل شوط فافعل والا فافتح به واختم به وان لم تستطع ذلك فموسع عليك ثم يأتي المستجار فتصنع عنده مثل ما صنعت يوم قدمت مكة ثم تختر لنفسك من الدعاء ثم استلم الحجر الأسود والركن اليماني ثم الصق بطنك بالبيت واحمد الله واثن عليه وصل على محمد واله ثم قل اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وأمينك وحبيبك ونجيبك وخيرتك من خلقك اللهم كما بلغ رسالتك وجاهد في سبيلك وصدع بامرك وأوذي فيك وفى امرك حتى اتاه اليقين اللهم أقلني مفلحا منجحا مستجابا إلى ما فضل؟ يرجع به أحد من وفدك من المغفرة والبركة والرضوان والعافية مما يسعى ان اطلب ان تعطيني مثل الذي أعطيته أفضل من عندك تزيدني عليه اللهم ان أمتني فاغفر لي وان أحييتني فارزقنيه من قابل اللهم لا تجعله اخر العهد من نبيك اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك حملتني على دابتك ويسرتني في بلادك حتى أدخلتني حرمك وأمنك وقد كان في حسن ظني بك ان تغفر لي ذنوبي فان كنت قد غفرت لي ذنوبي فازدد عنى رضا وقربني إليك زلفى ولا تباعد بي وان كنت لم تغفر لي فمن الان فاغفر لي قبل ان ينأى عن بيتك داري وهذا أو ان انصرافي ان كنت أذنت لي فغير راغب عنك ولاعن بيتك ولأستدل بك ولا به اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي حتى بلغني أهلي واكفني مؤنة عبادك وعيالي فإنك ولى ذلك من خلقك ومنى ثم ائت زمزم فاشرب منها ثم اخرج فقل تائبون ائبون راجعون عابدون لربنا حامدون إلى ربنا راغبون إلى ربنا راجعون فان أبا عبد الله (ع) لما ان أودعها وأراد ان يخرج من المسجد خر ساجدا عند باب المسجد طويلا ثم قام فخرج ورواه الكليني عن معوية بن عمار باسنادين أحدهما حسن والاخر قوى عندي عنه (ع) وفى المتن اختلاف كثير في مواضع كثيرة من أراد الوقوف عليها فليرجع إلى الكافي وما رواه الكليني عن علي بن مهزيار في الصحيح قال رأيت أبا جعفر (ع) في سنة خمس وعشرين ومأتين ودع البيت بعد ارتفاع الشمس وطاف بالبيت يستلم الركن اليماني في كل شوط فلما كان في الشوط السابع استلمه واستلم الحجر ومسح بيده ثم مسح وجهه بيده ثم اتى المقام فصلى خلفه ركعتين ثم خرج إلى دبر الكعبة إلى الملتزم فالتزم البيت وكشف الثوب عن بطنه ثم وقف عليه طويلا يدعو ثم خرج من باب الحناطين ويوجه قال ورايته في سنة سبع عشرة ومأتين ودع البيت لئلا يستلم الركن اليماني والحجر الأسود في كل شوط فلما كان في الشوط السابع التزم البيت في دبر الكعبة قريبا من الركن اليماني وفوق الحجر المستطيل وكشف الثوب عن بطنه ثم اتى الحجر فقبله ومسحه وخرج إلى المقام فصلى خلفه ثم مضى ولم يعد إلى البيت وكان وقوفه على الملتزم بقدر ما طاف بعض أصحابنا سبعة أشواط وبعضهم ثمانية ورواه الشيخ عن الكليني وفى بعض المواضع مغايرة في المتن وروى الشيخ عن علي عن أحدهما (ع) في رجل لم يودع البيت قال لا باس به إن كانت به علة أو كان ناسيا واما استحباب الست ركعات في مسجد الخيف فاستدل عليه بما رواه الكليني عن علي بن أبي حمزة والشيخ عنه عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال صل ست ركعات في مسجد منى في أصل الصومعة وليس فيها تقييد بكونها عند المنارة على الوجه الذي ذكره (المص) ولعل المراد بأصل الصومعة ذلك واستدل على تأكد ايقاعها عند المنارة بحسنة معوية بن عمار السابقة عن قريب وكان على (المص) ان يذكر الثلثين التي عن خلف المنارة لوجوده في الرواية مع ما ذكر من التحديد ويستحب لمن نفر في الأخير الاستلقاء في مسجد الحصبة بعد صلاة ركعتين روى الصدوق عن أبي مريم في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) انه سئل عن الحصبة فقال كان أبى (ع) ينزل الأبطح ثم يدخل البيوت من غيران ينام بالأبطح فقلت له أرأيت من تعجل في يومين عليه ان يحصب قال ولا قال كان أبى (ع) ينزل الحصبة قليلا ثم يرتحل وهو دون حبط وحرمان وظاهر الرواية ان الحصبة موضع دون حبط وحرمان ولم اقف على تفسير ها بين اللفظتين في كتب اللغة وفى كتاب تاريخ مكة لأبي الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي الشافعي حد المحصب من الحجون مصعدا في الشق الأيسر وأنت ذاهب إلى منى إلى حائط حرمان مرتفعا عن بطن الوادي قال أبو محمد الخزاعي الحجون الجبل المشرف على مسجد الحرام با على مكة على يمينك وأنت مصعد ولا يبعد ان يكون في عبارة الحديث تصحيف الحائط بالحبط وإضافة الواو سهوا من النساخ وقد (يق) ان المراد ان التحصيب دون حبط أي النوم الثقيل وحرمان أي عدم النزول هناك وفيه بعد وفى القاموس من ليلة الحصبة بالصبح التي بعد أيام التشريق واليوم بالحصب هو التحصيب للشعب الذي مخرجه إلى الأبطح ساعة من الليل وفى المنتهى يستحب لمن نفر ان يأتي المحصب وينزل به ويصلى في مسجده مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ويستريح فيه قليلا ويستلقى على قفاه وليس المسجد اثر اليوم وانما المستحب اليوم التحصيب وهو نزول بالمحصب والاستراحة فيه قليلا اقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله ولا خلاف في أنه نزل به ثم قال إذا ثبت هذا فقيل إن حد المحصب من الأبطح ما بين الجبلين إلى المقبرة وانما سمى محصبا لاجتماع الحصبا فيه وهي الحصا لأنه موضع منهبط فالسيل يحمل الحصاة إليه من الجمار وفى الدروس يستحب للمسافر في الأخير التحصيب تأسيا برسول الله صلى الله عليه وآله ولا خلاف في أنه نزل به ثم قال إذا ثبت هذا فقيل إن حد المحصب من الأبطح ما بين الجبلين إلى المقبرة وانما سمى محصبا لاجتماع الحصبا فيه وهي الحصا وهو النزول بمسجد الحصبة بالأبطح الذي نزل به رسول الله صلى الله عليه وآله لتسريح فيه قليلا ويستلقى على قفاه وروى أن النبي صلى الله عليه وآله فيه الظهرين والعشائين
(٦٩٣)