بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطيبين الطاهرين * (كتاب الحج) * قال ابن الأثير في النهاية الحج في اللغة القصد إلى كل شئ فخصه الشرع بقصد معين ذي شروط معلومة وفيه لغتان الفتح والكسر وقيل الفتح المصدر والكسر الاسم وذكر في [ق] في تفسر الحج معاني منها القصد والكف والقدوم وكثرة الاختلاف والتردد وقصد مكة للنسك واختلف كلام الأصحاب في تفسيره بحسب المعنى الشرعي لكن الفائدة في ايراد ما يتعلق به قليلة فالاعراض عنه أولي إلى وجوب الحج ثابت بالكتاب والسنة واجماع المسلمين قال الله [تع] ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا وفي الآية ضروب من المبالغة والتأكيد لا يخفى على المتأمل فيها ويعجبني ان أذكر في هذا المقام نبذة من الاخبار المتعلقة بفضائل الحج وعقاب تاركه وبعض الأخبار المشتملة على الفوائد المناسبة لهذا المقام وروى الشيخ عن معوية بن عمار في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) عن أبيه عن ابائه (ع) ان رسول الله صلى الله عليه وآله لقيه اعرابي [فق] له يا رسول الله انى خرجت أريد الحج ففاتني وانا رجل مميل فمرني ان اصنع في مالي ما أبلغ به مثل اجر الحاج قال فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وآله [فق] له انظر إلى أبى قبيس فلو ان أبا قبيس لك ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت ما يبلغ الحاج ثم قال إن الحاج إذا ركب في جهازه لم يرفع شيئا ولم يضعه الا كتب الله له عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات فإذا ركب بغيره لم يرفع خفا ولم يضعه الا كتب الله له مثل ذلك فإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه فإذا سعى بين الصفا والمروة خرج من ذنوبه فإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه وإذا وقف بالمشعر خرج من ذنوبه وإذا رمى الجمار خرج من ذنوبه قال فعده رسول الله صلى الله عليه وآله كذا وكذا موقفا إذا وقف الحاج خرج من ذنوبه ثم قال انى لك ان تبلع ما يبلغ الحاج قال قال أبو عبد الله ولا تكتب عليه الذنوب أربعة أشهر وتكتب له الحسنات الا ان يأتي بكبيرة قال في المنتقى استشكل بعض الأصحاب ما في هذا الحديث من تكرير الخروج من الذنوب وارتكب في طريق التخليص منه تعسفات بعيدة والتحقيق ان الاشكال مختص بحالة عدم تخلل الذنوب بين الافعال والضرورة قاضية بان تارك الذنب أحق بالثواب من المذنب فإذا امتنع في حق التارك هذا النوع المعين من الثواب استحق نوعا اخر يساويه أو يزيد عليه فمنطوق الحديث يفيد حكم المذنب ويستفاد حكم غيره من المفهوم ولعل وجه الاقتصار في المنطوق ملاحظة الغالب وكونه أبلغ في الترغيب انتهى كلامه وهو حسن وعن معوية بن عمار في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) قال الحاج يصدرون على ثلثة أصناف فصنف يعتقون من النار وصنف يخرج من ذنوبه كيوم ولدته امه وصنف يحفظ في أهله وماله فذلك أدنى ما يرجع به الحاج وعن معوية عمار في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد وقال معوية بن عمار فقلت له حجة أفضل أو عتق رقبة قال حجة أفضل قلت فثنتين قال فحجة أفضل قال معاوية فلم أزل أزيد ويقول حجة أفضل حتى بلغت ثلاثين رقبة [فق] حجة أفضل وعن معوية بن عمار في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) قال الحاج حملانه (حلانه) وضمانه على الله فإذا دخل المسجد الحرام وكل الله به ملكين يحفظان طوافه وصلاته وسعيه وإذا كان عشية عرفة ضربا على منكبه الأيمن ويقولان يا هذا إما ما مضى فقد كفيته فانظر كيف تكون فيما يستقبل وعن عمرو بن يزيد قال سمعت سألت أبا عبد الله (ع) يقول حجة أفضل من عتق سبعين رقبة وعن عبد الله ابن سنان في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) قال من مات في طريق مكة ذاهبا أو جائيا امن من الفزع الأكبر يوم القيمة ورواه الكليني في الحسن بإبراهيم بن هاشم عن محمد بن مسلم في الصحيح عن أحدهما (ع) قال (ود) من في القبور لو أن له حجة واحدة بالدنيا وما فيها وعن ذريح الحاربي في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) قال من مضت له خمس حجج ولم يعد إلى ربه وهو موسر انه لمحروم وعن ابن بنت الياس يعنى الحسن بن علي الوشا في الحسن عن الرضا (ع) قال إن الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير الخبث من الحديد وفي الصحيح عن سعد الإسكاف نقل الكشي عن حمدويه انه فاوسي قال سمعت سألت أبا جعفر (ع) يقول إن الحاج إذا اخذ في جهازه لم يخط خطوة الا كتب الله له عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات حتى يفرغ من جهازه متى ما فرغ فإذا استقلت به راحلته لم ترفع خفا ولم تضعه الا كتب الله له مثل ذلك حتى يقضى نسكه فإذا قضى نسكه غفر الله له بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول فإذا مضت أربعة أشهر خلط بالناس وفي الصحيح عن محمد بن قيس وهو مشترك بين جماعة فيهم غير الثقة قال سمعت سألت أبا جعفر (ع) وهو يحدث الناس بمكة فقال إن رجلا من الأنصار جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله يسأله [فق] له رسول الله صلى الله عليه وآله ان شئت فسل وان شئت أخبرتك عما جئت تسألني عنه [فق] اخبرني يا رسول الله [فق] جئت تسألني مالك في حجك وعمرتك فان لك إذا توجهت إلى سبيل الحج ثم ركبت راحلتك ثم قلت بسم الله و الحمد لله ثم مضت راحلتك لم تضع خفا ولم ترفع الا كتب لك حسنة ومحى عنك سيئة فإذا أحرمت والبيت كان لك بكل تلبية لبيتها عشر حسنات ومحى عنك عشر سيئات فإذا طفت بالبيت الحرام أسبوعا كان لك بذلك عند الله عهد وذخر يستحيى ان يعذبك بعده ابدا فإذا صليت الركعتين خلف المقام كان لك بهما الف حجة متقبلة فإذا سعيت بين الصفا والمروة كان لك مثل اجر من حج ماشيا من بلاده ومثل اجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة فإذا وقفت بعرفات إلى غروب الشمس فإن كان عليك من الذنوب مثل رمل عالج أو بعدد نجوم السماء أو قطر المطر يغفره الله لك فإذا رميت الجمار كان لك بكل حصاة عشر حسنات تكتب لك فيما يستقبل من عمرك فإذا حلقت رأسك كان لك بعدد كل شعرة حسنة تكتب لك فيما يستقبل من عمرك فإذا ذبحت هديك أو نحرت بدنتك كان لك بكل قطرة من دمها حسنة تكتب لك فيما يستقبل من عمرك فإذا زرت البيت وطفت به أسبوعا وصليت الركعتين خلف المقام ضرب ملك على كتفيك ثم قال لك قد غفر الله لك ما مضى ومما يستقبل ما بينك وما بين مأة وعشرين يوما وعن أبي بصير قال سمعت سألت أبا عبد الله (ع) وهو يقول درهم في الحج أفضل من الفي الف فيما سوى ذلك من سبيل وروى الكليني عن معوية بن عمار باسنادين أحدهما من الحسنات بإبراهيم ابن هاشم قال لما أفاض رسول الله صلى الله عليه وآله فلقاه اعرابي بالأبطح [فق] يا رسول الله انى خرجت أريد الحج ففاتني و انا رجل مميل فمرني اصنع في مالي أبلغ به ما يبلغ به الحاج قال فالتفت رسول الله إلى أبى قبيس [فق] لو أن سألت أبا قبيس زنقة ذهبة حمرا أنفقته في سبيل الله ما بلغت ما بلغ الحاج وعن معوية بن عمار باسنادين أحدهما حسن بإبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله قال اتى النبي صلى الله عليه وآله رجلان رجل من الأنصار ورجل من ثقيف (فق) الثقفي يا رسول الله حاجتي فقال سبقك أخوك الأنصاري [فق] يا رسول الله انى على ظهر سفر وانى عجلان وقال الأنصاري انى قد أذنت له فقال إن شئت سألتني وان شئت نبأتك [فق] نبأني يا رسول الله [فق] جئت تسئلني عن الصلاة وعن الوضوء وعن المسجد [فق]
(٥٤٦)