الاشتداد في الجوهر فان ما ذكره يحتمل (1) وجوها أحدها ان هذه الأفاعيل المتعددة من الحفظ للمزاج والتنمية والتحريك الإرادي والنطق صادره من مبدء واحد بالعدد له قوى متعددة متعاقبة في الوجود فيلزم عنه حدوث النفس الناطقة عند حدوث النطفة وكونها معطلة عما سوى الافعال الجمادية، وهذا ليس بصحيح على مقتضى القواعد الحكمية ولم يذهب إليه أحد من الحكماء.
وثانيها انها تصدر من مباد متعددة متخالفة الذوات متفاضلة في الكمال وهذا يوجب ما ذكره وأبطله من تفويض الفاعل الطبيعي تدبيره في مادة إلى فاعل آخر يخالفه، وان زعم (2) ان الصورة السابقة تفسد عن المادة وتتكون الصورة اللاحقة بواسطة تكامل المادة فيرد عليه ان فعل القوة السابقة ليس الا الحفظ والتقويم والتكميل ومحال أن تكون القوة الطبيعية التي شانها تقويم المادة مما يوجب (3) فسادها وإبطالها أو يجعلها