ومن جهة المماسة والانضمام والأقرب مكانا أسبق حدوثا من الأبعد والتالي باطل بالاستقراء فكذا المقدم وذلك لان أول الأعضاء تكونا هو القلب وأيضا كثير من الحيوانات يحدث لا بالتوالد.
ومنها ان هذا الاجتماع قد لا يحتاج إلى سبب حافظ والدليل عليه بدن الميت حيث يبقى بعد مفارقه النفس عنه زمانا وليس هناك حافظ فلو كان الحافظ هو النفس لوجب ان يتفرق الاجزاء عند الموت.
والجواب (1) ان لأجساد الحيوانات المفارقة عنها نفوسها قدرا من العناصر الكثيفة وشكلا ولولا يحتاج إلى حافظ نفسي كما لا يحتاج البناء في انحفاظه وتماسك اجزائه إلى حافظ غير يبوسه العنصر والذي كانت النفس حافظه إياه ليس هذا الباقي من جسد الحيوان بل قدر آخر ومزاج آخر ما لم يتغير ولم ينفسخ لم يعرض الموت والنفس ليست من الأسباب القريبة الموجبة لهذا اللون والشكل الباقيين بل هي كفاعل بعيد يؤدى ضرب من تحريكاته إلى هذا الشكل واللون كالبناء والباني ثم الحافظ لذلك سبب آخر قد يوجد في بدن الحيوان وغيره فينحفظ في مده في مثلها يمكن ان يتحرك العناصر تمام حركات الافتراق والتلاشي سريعه إذا كان الانغمار قليلا أو بطيئه إن كان كثيرا ويسبق إلى الانفصال ما شانه ان يسبق كالجوهر الناري والهوائي ويتأخر (2) ويبطئ ما شأنه التأخر والبطؤ كالأرضي والمائي بل يجب ان يتوسط زمان لحركة الانفصال ولم يجب ان يكون ثبات الميت زمانا قليلا بحسب الحس دليلا على أن اجتماعه وقع بلا جامع على انك ان حققت لم تجد الشخص وقد فارقته الحياة في آن من الآنات على امر أو حال كان عليه في حال الحياة.