محسوسة بالعرض فليس للحواس محسوس (1) مشترك بالذات وليس كذلك (2) لان المراد من المحسوس بالذات ما يحصل منه اثر في القوة الحاسة والمحسوس بالعرض ما لم يكن كذلك فليس هو محسوسا بالحقيقة ولكنه مقارن لما هو المحسوس بالحقيقة مثل احساسنا أبا زيد فان المحسوس بالحقيقة ذلك الشخص لحصول صوره منه في الحس واما كونه أبا فليس بمحسوس البتة إذ ليس منه في نفسنا رسم وخيال وشبح بوجه من الوجوه بل العقل يدرك بمقايسته إلى ابنه اضافه الأبوة وهذا بخلاف المقدار والعدد والوضع وحركه والسكون والقرب والبعد والمماسة والمباينة فإنها وان كانت غير محسوسة بانفرادها لكنها محسوسة بشرط الاحساس بشئ آخر كاللون والضوء في الابصار والحرارة والرطوبة في اللمس وغيرها في غيرهما والشئ الذي يتوقف الاحساس به على الاحساس بشئ آخر لا يخرج عن أن يكون في ذاته محسوسا بل المحسوس بالذات ما لا واسطه له في العروض لا ما لا واسطه له في الثبوت كما حقق ذلك في بيان العوارض الذاتية في علم الميزان.
فالحاصل ان كل ما يقال إنه محسوس فاما ان يكون بحيث يحصل منه عند الحس اثر أو لا يحصل فإن لم يحصل فهو المحسوس بالعرض وان حصل فلا يخلو اما ان يتوقف