تقاتل وقد بايعني الذي أعطيته طاعتك؟! فأبى قيس أن يلين له حتى أرسل إليه معاوية بسجل قد ختم عليه في أسفله، فقال: أكتب في هذا السجل ما شئت فهو لك! قال عمرو لمعاوية: لا تعطه هذا وقاتله! فقال معاوية: على رسلك فإنا لا نخلص إلى قتل هؤلاء حتى يقتلوا أعدادهم من أهل الشأم، فما خير العيش بعد ذلك؟! وإني والله لا أقاتله أبدا حتى لا أجد من قتاله بدا. فلما بعث إليه معاوية بذلك السجل اشترط قيس فيه له ولشيعة علي الأمان على ما أصابوا من الدماء والأموال، ولم يسأل معاوية في سجله ذلك مالا، وأعطاه معاوية ما سأل، فدخل قيس ومن معه في طاعته). انتهى.
أقول: الصحيح أن جيش قيس كان اثني عشر ألفا لا أربعين، بل ورد أن الذين ثبتوا معه وجددوا له البيعة منهم أربعة آلاف، ويظهر أنهم طليعة الأربعين ألفا الذين بايعوا أمير المؤمنين (عليه السلام) قبل شهادته على حرب معاوية حتى الموت. أما بيعته لمعاوية فكانت في الكوفة بأمر الإمام الحسن (عليه السلام) وحضوره.
وأضاف الطبري: 4 / 125: (وكانوا يعدون دهاة الناس حين ثارت الفتنة خمسة رهط، فقالوا ذوو رأى العرب ومكيدتهم: معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وقيس بن سعد، ومن المهاجرين عبد الله بن بديل الخزاعي، وكان قيس وابن بديل مع علي (عليه السلام) وكان المغيرة بن شعبة وعمرو مع معاوية، إلا أن المغيرة كان معتزلا بالطائف حتى حكم الحكمان).
وفي مقاتل الطالبيين / 47: (ولما تم الصلح بين الحسن ومعاوية أرسل إلى قيس بن سعد بن عبادة يدعوه إلى البيعة، فأتى به وكان رجلا طويلا يركب الفرس المشرف ورجلاه تخطان في الأرض وما في وجهه طاقة شعر، وكان يسمى خصي الأنصار فلما أرادوا أن يدخلوه إليه قال: إني قد حلفت أن لا ألقاه إلا بيني