فبعث إلى معاوية أنه يصير الأمر إليك بشرط أن لا تطلب أحدا بشئ كان في أيام أبي، فأجابه وكاد يطير فرحا، إلا أنه قال: أما عشرة أنفس فلا، فراجعه الحسن فيهم فكتب إليه: إني قد آليت متى ظفرت بقيس بن سعد أن أقطع لسانه ويده. فقال: لا أبايعك. فبعث إليه معاوية برق أبيض مختوم بخاتمه في أسفله وقال: أكتب ما شئت فيه وأنا التزمه، فاصطلحا على ذلك.
واشترط عليه الحسن أن يكون له الأمر من بعده، فالتزم ذلك كله معاوية. فقال له عمرو: إنه قد انفل حدهم وانكسرت شوكتهم! قال: أما علمت أنه قد بايع عليا أربعون ألفا على الموت، فوالله لا يقتلون حتى يقتل أعدادهم منا، وما والله في العيش خير بعد ذلك). (وهو في الإستيعاب بهامش الإصابة: 1 / 370).
* *