الإمام (عليه السلام) لكنهم رأوه متقلدا سيفه مراقبا ساكتا، وقد أحاط به بعض شيعته!
وتركهم الإمام (عليه السلام) حتى أكملوا نهبهم فأمر الإمام (عليه السلام) بالمسير، فدبروا له كمينا في النفق المسقوف (مظلم ساباط)! قال البلاذري في أنساب الأشراف / 738: (ثم سار الحسن فأتى دير كعب فبات به، ثم سار حتى أتى ساباط المدائن فنزل دون جسرها مما يلي ناحية الكوفة، فخطب الناس فقال: إني أرجو أن أكون أنصح خلف لخلقه، وما أنا محتمل على أحد ضغينة ولا حقدا ولا مريد به غائلة ولا سوءا. ألا وإن ما تكرهون في الجماعة خير لكم مما تحبون في الفرقة، ألا وإني ناظر لكم خيرا من نظركم لأنفسكم، فلا تخالفوا أمري، ولا تردوا علي، غفر الله لي ولكم. فنظر بعض الناس إلى بعض وقالوا: عزم والله على صلح معاوية وضعف وخار، وشدوا على فسطاطه فدخلوه وانتزعوا مصلاه من تحته وانتهبوا ثيابه! ثم شد عليه عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي جعال الأزدي، فنزع مطرفه عن عاتقه فبقى متقلدا سيفه (فدهش ثم رجع ذهنه) فركب فرسه وأطاف به الناس فبعضهم يعجزه ويضعفه، وبعضهم ينحي أولئك عنه ويمنعهم منه!
وانطلق رجل من بني أسد بن خزيمة من بني نصر بن الهون بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد، ويقال له الجراح بن سنان وكان يرى رأي الخوارج، إلى مظلم ساباط فقعد فيه ينتظره، فلما مر الحسن به دنا من دابته فأخذ بلجامها، ثم أخرج مغولا كان معه وقال: أشركت يا حسن كما أشرك أبوك من قبل! وطعنه بالمغول في أصل فخذه فشق في فخذه شقا كاد يصل إلى العظم، وضرب الحسن وجهه ثم اعتنقا وخرا إلى الأرض ووثب عبد كلام بن الحمل الطائي وبعضهم يقول عبد الله بن الحصل فنزع المغول من يد الجراح، وأخذ ظبيان بن عمارة التميمي بأنفه فقطعه، وضرب بيده إلى قطعة آجرة فشدخ بها وجهه ورأسه