مقدمته قيس بن سعد في اثني عشر ألفا، وكانوا يسمون شرطة الخميس).
والجواب: أنه كان المناسب للإمام الحسن (عليه السلام) أن يرسل فرقة قوية من جيشه لمواجهة تقدم معاوية، ويبقى هو مددا لهم يحث الناس على الالتحاق به للجهاد ولذا بقي عشرة أيام في معسكر النخيلة.
على أن الفرق ليس كبيرا بين من رافقهم الإمام (عليه السلام) وبين شرطة الخميس! فمعه قبائل ربيعة وهمدان وهم أكثر القبائل إخلاصا له، وقد دعاهم عندما لزم الأمر فكانوا حوله. قال الإربلي في كشف الغمة: 2 / 162: (وشدوا على فسطاطه فانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته! ثم شد عليه رجل يقال له عبد الرحمن بن عبد الله بن جعال الأزدي فنزع مطرفه عن عاتقه، فبقي جالسا متقلدا السيف بغير رداء! ثم دعا بفرسه فركبه وأحدق به طوائف من خاصته وشيعته ومنعوا منه من أراده، ودعا ربيعة وهمدان فأطافوا به ومنعوه، فسار ومعه شوب من غيرهم. فلما مر في مظلم ساباط...). انتهى. هذا، مضافا إلى أن غرض الإمام (عليه السلام) أن يكشف للأجيال حالة الأمة في عصره، وغلبة غوغائها على قراراتها!
الملاحظة الثانية يحتمل أن يكون الخوارج وراء محاولة اغتيال الإمام (عليه السلام) الأخيرة، لكن المرجح ان يكون وراءها الحزب الأموي، خاصة بعد أن أرسل معاوية إلى عدد من رؤساء القبائل وقادة الجيش يحثهم على قتل الإمام (عليه السلام)، وعين لهم جائزة مغرية على ذلك! لذلك لا يطمأن إلى ما ذكره المؤرخون من أن الشقي الذي ضرب الإمام (عليه السلام) كان خارجيا، وقد تتبعت ترجمته فلم أجد ما يؤيد ذلك. وينبغي أن تعرف أن بني أمية ورواتهم دأبوا على تبرئة الخليفة الأموي وولاته ما استطاعوا، وإلقاء مسؤولية جرائمهم على عاتق الخوارج!