الظالم، وعدله بين الناس، واسترجاعه ما أقطعه عثمان، وفشى ذلك عنه، وتفاوض أهل الطمع وقلة الورع فيه حتى قال خالد بن المعمر للعباس (العلباء) بن الهيثم: إتق الله في عشيرتك وانظر في نفسك! ما تؤمل من رجل سألته أن يزيد في عطاء ابنيه الحسن والحسين دريهمات لما رأيته من حالتهما فأبى علي، وغضب من سؤالي إياه ذلك! فكان ذلك مما تهيأ به لمعاوية ما أراده، وهو في ذلك مذموم غير مشكور بل مأثوم مأزور، ومما امتحن الله به عليا (عليه السلام) وهو فيه محمود مشكور مثاب مأجور وفيما منع منه معذور! على أن أكثر من نزع عن علي (عليه السلام) ولحق بمعاوية لم يكونوا جهلوا فضل علي (عليه السلام)، ولا غبي عنهم نقص معاوية، ولكنهم إنما قصدوه للدنيا التي أرادوها وقصدوها). (شرح الأخبار: 2 / 96).
أقول: يظهر أن مشكلة ابن معمر ورؤساء القبائل كانت مساواة علي (عليه السلام) بين المسلمين، فالتحق خالد بن معمر بمعاوية لكن قبيلته ربيعة لم تستجب له بل بقيت وفية لأهل البيت (عليهم السلام) فعندما تحركت الغوغاء للنهب في جسر ساباط قال الإمام الحسن (عليه السلام): (أدع لي ربيعة وهمدان)؟ (مقاتل الطالبيين / 40).
وذكر الثقفي في الغارات: 2 / 791، أن رئيس ربيعة هو الحضين بن المنذر. ومعنى ذلك أن خالد بن معمر التحق بمعاوية في عهد علي (عليه السلام) فلم تطعه قبيلته والتفت حول رئيسها الشيعي ابن المنذر فرجع خالد إليها، ثم التحق بمعاوية وحده أيضا في عهد الإمام الحسن (عليه السلام). كما أن ابن معمر كان يمدح عليا (عليه السلام) حتى أمام معاوية ولذلك قرر معاوية قتله!
ففي البلدان لليعقوبي / 46: (وولى معاوية خالد بن معمر السدوسي خراسان فسار يريدها، فدس إليه زياد سما فمات ولم يصل إلى خراسان)!
وفي إكمال الكمال: 7 / 270: (فولاه أرمينية فوصل إلى نصيبين فيقال إنه احتيل له