شروط الصلح.. نقلوا أن عددا من رؤساء القبائل ذهبوا إلى معاوية في جسر منبج قرب حلب فبايعوه! قال البلاذري: (وجعل وجوه أهل العراق يأتون معاوية فيبايعونه، فكان أول من أتاه خالد بن معمر فقال أبايعك عن ربيعة كلها ففعل! وبايعه عفاق بن شرحبيل بن رهم التيمي، فلذلك يقول الشاعر:
فإنك لولا خالد لم تؤمر * معاوي أكرم خالد بن معمر وبلغ ذلك الحسن فقال: يا أهل العراق، أنتم الذين أكرهتم أبي على القتال والحكومة ثم اختلفتم عليه، وقد أتاني أن أهل الشرف منكم قد أتوا معاوية فبايعوه، فحسبي منكم لا تغروني في ديني ونفسي). (مقاتل الطالبيين / 47 وأنساب الأشراف / 739) وقال الثقفي في الغارات: 2 / 791: (كانت راية ربيعة كوفيتها وبصريتها مع خالد بن معمر). وروى في الإصابة: 2 / 299، بيعته لمعاوية، وفي تاريخ دمشق: 16 / 205، أنه هو الذي غدر بالحسن بن علي وبايع معاوية... وقال في: 10 / 311: (كان خالد ممن سعى على الحسن بن علي (عليهما السلام) وقال لمعاوية أنا أكفيك ربيعة كلها، وقام بأمرها فلما استقام أمره جفاه). انتهى.
لكن النعمان المغربي عده ممن التحق بمعاوية في عهد علي (عليه السلام) قال: (والتحق أيضا بمعاوية خالد بن معمر في عامة بني سدوس لأمر نقمه على علي صلوات الله عليه، ولقدره، وكثرة من جاء به إلى معاوية من قومه. وممن هرب عن علي صلوات الله عليه إلى معاوية من مثل هؤلاء كثير من وجوه العرب ورؤسائهم، ومن أهل البأس والنجدة والرياسة في عشائرهم، لما اتصل عن معاوية من بذله الأموال، وإفضاله على الرجال، وإقطاعه القطائع مثل إطعامه عمرو بن العاص خراج مصر، وإقطاعه ذا الكلاع، وحبيب بن سلمة، ويزيد بن حجبة، وغيرهم ما أقطعهم وأنالهم إياه، وعلموا ما عند علي (عليه السلام) من شدته على الخائن، وقمعه