وكذلك الأمر في الذي رمى الإمام بسهم وتستر الرواة على اسمه! والذين نادوا في معسكر الإمام (قتل قيس بن سعد) ودعوا الناس إلى التفرق والنهب!
الملاحظة الثالثة ذكرت المصادر موقفا خيانيا للمختار الثقفي، حيث اقترح على عمه سعد بن مسعود الثقفي وكان عامل الإمام الحسن (عليه السلام) على المدائن، أن يسلم الإمام الحسن (عليه السلام) أسيرا إلى معاوية، ليجعله حاكم العراق كله، فرفض عمه ذلك وفضح سر ابن أخيه ووبخه! قال البلاذري في أنساب الأشراف / 738: (فأشار عليه المختار أن يوثقه ويسير به إلى معاوية على أن يطعمه خراج جوخى سنة، فأبى ذلك وقال للمختار: قبح الله رأيك أنا عامل أبيه وقد ائتمنني وشرفني! وهبني نسيت بلاء أبيه أأنسى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا أحفظه في ابن ابنته وحبيبه؟! ثم إن سعد بن مسعود أتى الحسن بطبيب وقام عليه حتى برئ وحوله إلى أبيض المدائن).
وأبيض المدائن: قصر كسرى والمدائن عاصمته، وما زالت بقية طاق كسرى الضخمة موجودة إلى الآن. وهذا العمل من المختار يدل على أنه كان رجلا دنيويا ولم يكن متدينا ولا شيعيا! وقد يكون تشيع فيما بعد، والمتيقن أنه شيعي بالمعنى العام وأن الأئمة (عليهم السلام) لم يؤيدوا حركته بل أيدوا أخذه بثأر الإمام الحسين (عليه السلام) وحثوه على ذلك، وقد ورد الترحم عليه عن الإمام الصادق (عليه السلام) فعسى الله أن يرحمه. وينبغي الالتفات إلى كثرة المكذوبات الأموية والزبيرية على المختار (رحمه الله) فقد تعمدوا تشويه صورته ونسبوا اليه أنه ادعى الإمامة والنبوة، ونشروا ذلك بين الناس وما زال يملأ مصادرهم ويتناقله رواتهم على أنه حقائق!
الملاحظة الرابعة الظاهر أن الأحداث بدأت بخطبة الإمام الحسن (عليه السلام) ثم صلى بهم فرموه بسهم