حتى مات). انتهى. أقول: وقد وضعنا عبارة (فدهش ثم رجع ذهنه) بين قوسين، لأن من يعرف الإمام الحسن (عليه السلام) لا يمكن أن يوافق عليها، بل يعرف أنه (عليه السلام) تعمد السكوت ليسرقوا ما بدا لهم وحفظ نفسه منهم وقد يكون وضع حرسا قريبا منه! ويدل الكمين الذي احتاجوا اليه لاغتياله أنه كان محروسا متيقظا في موجة نهبهم لسرادقه، في تلك المنطقة التي أقام فيها ثلاثة أيام!
ويظهر أن محاولة اغتياله جرت في نفس اليوم الذي رموه فيه بسهم، فكمن له الشقي الجراح بن سنان في الساباط، وهو نفق مسقف طويل.
قال الحموي في معجم البلدان: 5 / 152: (مظلم: يقال له مظلم ساباط مضاف إلى ساباط التي قرب المدائن: موضع هناك، ولا أدري لم سمي بذلك). انتهى.
لكن الحموي لم يقرأ ما كتبه الطبري في تاريخه: 3 / 80: (حتى أتى سعدا علج من أهل المدائن فقال أدلكم على طريق تدركونهم قبل أن يمعتوا في السير؟ فخرج بهم على مخاضة بقطربل، فكان أول من خاض المخاضة هاشم بن عتبة في رجله، فلما جاز اتبعته خيله، ثم أجاز خالد بن عرفطة بخيله، ثم أجاز عياض بن غنم بخيله، ثم تتابع الناس فخاضوا حتى أجازوا، فزعموا أنه لم يهتد لتلك المخاضة بعد! ثم ساروا حتى انتهوا إلى مظلم ساباط، فأشفق الناس أن يكون به كمين للعدو، فتردد الناس وجبنوا عنه، فكان أول من دخله بجيشه هاشم بن عتبة، فلما أجاز ألاح للناس بسيفه، فعرف الناس أن ليس به شئ تخافونه، فأجاز بهم خالد بن عرفطة، ثم لحق سعد بالناس حتى انتهوا إلى جلولاء وبها جماعة من الفرس، فكانت وقعة جلولاء بها، فهزم الله الفرس وأصاب المسلمون بها من الفئ أفضل مما أصابوا بالقادسية). انتهى.
ف (مظلم ساباط) بناء فوق الأرض، وهو اسم فارسي معناه الساباط المظلم فهم