شربة سم فمات فقبره بها). انتهى. وزياد لا يجرؤ على ذلك بدون أمر معاوية!
أما قبليته ربيعة فبقيت وفية لرئيسها الحضين الذي كان مميزا بعقله حتى أن معاوية يحب أن يتشاور معه، قال البلاذري في أنساب الأشراف / 744: (فكان حضين بن المنذر الرقاشي أبو ساسان يقول: ما وفى معاوية للحسن بشئ مما جعل! قتل حجرا وأصحابه وبايع لابنه ولم يجعلها شورى، وسم الحسن). انتهى.
وأما عفاق بن شرحبيل الذي عده البلاذري من وجوه العراق فقال: (وجعل وجوه أهل العراق يأتون معاوية فيبايعونه، فكان أول من أتاه خالد بن معمر فقال أبايعك عن ربيعة كلها ففعل. وبايعه عفاق بن شرحبيل بن رهم التيمي) (أنساب الأشراف / 739)، فهو من بني تيم وليس من بني تميم ولا رئيسهم، بل رئيسهم يزيد بن حجية الذي سرق خراج الري في عهد علي (عليها السلام) وهرب إلى معاوية، فدعا عليه علي (عليه السلام) وتعصب له عفاق فضربه الناس، وأنقذه منهم علي (عليه السلام) ووهبه لابن عم له! (أنساب الأشراف / 459).
قال ابن حبان في ثقاته: 2 / 298: (فلما دخلت السنة التاسعة والثلاثون استعمل علي يزيد بن حجية التيمي على الري ثم كتب إليه بعد مدة أن أقدم فقدم على علي فقال له: أين ما غللت من مال الله؟ قال: ما غللت! فخفقه بالدرة خفقات وحبسه في داره فلما كان في بعض الليالي قرب يزيد البواب وماحله، ولحق بالرقة وأقام بها حتى أتاه إذن معاوية! فلما بلغ عليا لحوقه معاوية قال: اللهم إن يزيد أذهب بمال المسلمين ولحق بالقوم الظالمين، اللهم فاكفنا مكره وكيده).
وفي تاريخ دمشق: 65 / 147: فقال: اللهم إن ابن حجية هرب بمال المسلمين وناصبنا مع القوم الظالمين، اللهم أكفنا كيده واجزه جزاء الغادرين، فأمن القوم. فقال عفاق بن أبي رهم التيمي: ويلكم تؤمنون على ابن حجية، شلت