يقدمون الصفة على الموصوف، وظلمته لطوله وعدم وجود نوافذ فيه وكان موجودا في الفتح الإسلامي، ولم يكن موجودا في عصر الحموي في القرن السابع، فبقي اسمه على مكانه.
وقد كمن الشقي في آخر الساباط على ظهر فرسه، حتى إذا وصل الإمام (عليه السلام) حاذاه وشكه بالمغول، وهو سيف دقيق لا يصلح للضرب بل يغرزه المغتال غرزا في بدن المغدور! ولا بد أنه استهدف صدر الإمام (عليه السلام) أو بطنه ولكنه قاومه فوقعت الشكة في فخذه. بل تدل الرواية التالية على أن الإمام (عليه السلام) ضربه بالسيف (الخرائج: 2 / 574) ثم منعه من الفرار وأمسكه بلحيته ولوى عنقه وأسقطه على الأرض على رأسه، فتمسك به الشقي فسقطا عن فرسيهما معا!
ففي تاريخ اليعقوبي: 2 / 215: (فركب الحسن فرسا له ومضى في مظلم ساباط، وقد كمن الجراح بن سنان الأسدي، فجرحه بمعول في فخذه، وقبض على لحية الجراح، ثم لواها فدق عنقه. وحمل الحسن إلى المدائن وقد نزف نزفا شديدا). وفي كشف الغمة: 2 / 162: (وخرا جميعا إلى الأرض، فأكب عليه رجل من شيعة الحسن (عليه السلام) فقتله بمغوله، وقتل معه شخص آخر كان معه). انتهى.
ونسجل هنا ملاحظات:
الملاحظة الأولى قد يقال: لماذا أرسل الإمام الحسن (عليه السلام) عمدة شيعته المخلصين، وهم شرطة الخميس مقدمة لجيشه، وكان عددهم اثني عشر ألفا، وفيهم أبطال الإسلام وقادة الفتوح الكبرى، وسار هو مع أخلاط الناس الذين يكثر فيهم الخوارج وعملاء معاوية، ولم يشدد حراسته مع علمه بأن حياته مستهدفة؟
قال في تهذيب الكمال: 6 / 245: (فسار الحسن إلى أهل الشام، وجعل على