ألا يا صاح للعجب * دعوتك ثم لم تجب إلى القينات والشهوات * والصهباء والطرب وباطية مكللة * عليها سادة العرب وفيهن التي تبلت * فؤادك ثم لم تثب فنهض الحسين وقال: بل فؤادك يا ابن معاوية تبلت. ثم قال ابن عساكر: (هذه الحكاية منقطعة: عمر بن شيبة بينه وبين يزيد زمان). (وكامل ابن الأثير: 3 / 364).
أقول: معنى ذلك أن ابن عساكر لا يكذب أمثالها عن يزيد! لكن إشكاله أن عمر بن شبة متأخر زمنا عن يزيد، وهو إشكال غير وارد لأن عمر بن شبة مؤرخ موثوق عندهم، على أن غيره روى القصة كأبي الفرج في الأغاني: 15 / 281، وابن الأثير في كامله: 3 / 465، ورواها القاضي النعمان بأشد من ذلك في المناقب والمثالب ص 295، وجاء فيها: فقال الحسين: أعطي الله عهدا لئن خلص الأمر إليك وأنا في الحياة، لا أعطيتك إلا السيوف بعد أن شهدت عليك بهذا المشهد! وقام فخرج معه عبد الله بن جعفر). انتهى.
ويظهر من مجموع الروايات أن معاوية أراد أن تكون هذه السفرة تمهيدا واستطلاعا لآراء الصحابة والتابعين في يزيد! وأنه واجه معارضة شديدة من أغلب الشخصيات خاصة عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير والإمام الحسين (عليه السلام)، فآثر أن يتحمل منهم ويؤخر طرح بيعة يزيد حتى يقوم بمزيد من التمهيد، ثم ينقض على الصحابة ومعه جيش من الشام!
* *