لهم عثمان، وشاركوا في محاصرته وقتله، كما تقدم في المجلد الأول.
وقد دل هذا النص على أن عائشة وهبت مكانا في الحجرة النبوية لعثمان!
ثم وهبت لعبد الرحمن بن عوف مكانا ولكنه لم يقبله! فقد كان يهدي هدايا كبيرة إلى نساء النبي (صلى الله عليه وآله) وخاصة عائشة (الترمذي: 5 / 312، والطبقات: 3 / 132)، ورووا عن ثروته المليونية: (وكان فيما ترك ذهب قطع بالفؤوس حتى مجلت أيدي الرجال منه). (الطبقات: 3 / 136) وأن عائشة أرسلت اليه: (حين نزل به الموت: أن هلم إلى رسول الله (ص) وإلى أخويك، فقال: ما كنت مضيقا عليك بيتك إني كنت عاهدت ابن مظعون، أينا مات دفن إلى جنب صاحبه). (الرياض النضرة / 529، وتاريخ المدينة: 1 / 115، وفيه: هذا موضع قد حبسته لك مع رسول الله فخذ به).
ثم أذنت عائشة أن يدفن الإمام الحسن (عليه السلام) إلى جنب جده (صلى الله عليه وآله) وقالت: (نعم بقي موضع قبر واحد قد كنت أحب أن أدفن فيه وأنا أؤثرك به)! وقد تقدم.
وبعد عشرات السنين كان يوجد مكان قبر واحد في الحجرة النبوية الشريفة! وقد عرضه الراوي عن عائشة على عمر بن عبد العزيز، فلم يقبل عمر لأنه لا يرى نفسه أهلا لذلك: قال في تاريخ دمشق: 40 / 169: (أتي عمر بن عبد العزيز يوما بتمر فقال: كأن هذا من تمر المدينة سقيا للمدينة، وكان يحبها، فقال له عراك بن مالك: يا أمير المؤمنين لو سرت حتى تنزلها فإن في بيت عائشة موضع قبر، فإن أصابك قدرك دفنت فيه! فقال: ويحك يا عراك ما كان من عذاب يعذب الله به أحدا من خلقه إلا وأنا أحب أن يصيبني من قبل أن يعلم الله أن منزلتي بلغت في نفسي أن أراها لذلك أهلا). انتهى.
فهذه تصرفاتهم بالحجرة الشريفة وكأنها ملك لعائشة أو للسلطة! وكلامهم في ملكيتها ومساحتها متهافت حسب الغرض السياسي!