وقد دفن النبي (صلى الله عليه وآله) ليلة الأربعاء!
وقد اتفقت رواياتهم على أن عائشة وأباها وحفصة وأباها كانوا غائبين! قال في الطبقات: 2 / 262: (عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن كعب الأحبار قام زمن عمر فقال ونحن جلوس عند عمر أمير المؤمنين: ما كان آخر ما تكلم به رسول الله؟ فقال عمر: سل عليا، قال أين هو؟ قال: هو هنا، فسأله فقال علي: أسندته إلى صدري فوضع رأسه على منكبي فقال: الصلاة الصلاة. فقال كعب: كذلك آخر عهد الأنبياء وبه أمروا وعليه يبعثون. قال: فمن غسله يا أمير المؤمنين؟ قال: سل عليا، قال فسأله فقال: كنت أغسله وكان العباس جالسا و كان أسامة وشقران يختلفان إلي بالماء).
وقال الخطيب في الإكمال / 21: (أخرج ابن أبي شيبة (المصنف: 14 / 568) أن أبا بكر وعمر لم يشهدا دفن النبي (ص) وكانا في الأنصار فدفن رسول الله (ص) قبل أن يرجعا. والخبر صحيح).
وروى أحمد: 6 / 62: (عن عائشة قالت ما علمنا بدفن رسول الله (ص) حتى سمعنا صوت المساحي من آخر الليل ليلة الأربعاء). (وابن هشام: 4 / 1078، والبيهقي: 3 / 409).
وفي الدرر لابن عبد البر / 271: (ودفن يوم الثلاثاء وقيل بل دفن ليلة الأربعاء ولم يحضر غسله ولا تكفينه إلا أهل بيته! غسله علي وكان الفضل بن عباس يصب عليه الماء والعباس يعينهم). انتهى. لكن مع ذلك زعم رواة الخلافة أن أبا بكر أشار عليهم أن يدفن في المكان الذي توفي فيه، ثم كذبوا أنفسهم ورووا أن النبي (صلى الله عليه وآله) أمر بذلك! لذلك قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: 13 / 39: (قلت: كيف اختلفوا في موضع دفنه وقد قال لهم (فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري) وهذا تصريح بأنه يدفن في البيت الذي جمعهم فيه وهو بيت