إلى عرب وعجم وبربر وجعل في خلال ذلك عبرا تنظر وقصصا بديعة المخبر تذكر فتم بذلك للمؤرخ ديوان المبتدأ والخبر واستدل على أنه سبحانه المتصف بصفات الكمال الواجب له صفات الجلال وصلى الله وسلم على النبي المعظم الذي قص عليه من الاخبار أنفسها ومن الآثار البديعة أحسنها وعلى آله الذين اتبعوا أثره وصحبه الذين أرخوا سيره (وبعد) فقد أتم الله نعمه وجوده وكرمه بطبع هذا الكتاب العجيب المشتمل على كل خبر غريب الموسوم بكتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر وهو اسم طابق مسماه ولفظ تحقق معناه فلقد بين المخبآت ودل على الآيات البينات وأخبر عما كان حتى كأنه حاضر للعيان وحكى من السير ما فيه معتبر وأشار باخبار الملوك إلى حسن السياسة والى تعلم كيفية الفراسة اشتهر فضله ولم ير مثله تفجرت عن ينابيع الحكمة أنهاره وفاضت بعوارف المعارف بحاره وانسجمت بالخير أمطاره وغنت أطياره وتفتحت أزهاره وطابت ثماره ولقد كان عز حتى لا يسمع الا اسمه وأشبه طلل مية رسمه فأحيا مواته لطف الطبع وأقام أوده حسن الوضع حتى عم عرف طيبه العبير ووصلت إليه يد الغنى والفقير هو من الحسنات التي أشرق شمسها على صفحات الطروس وتزينت بحلاها النفوس في ظل صاحب السعادة وحليف المجد والسيادة من جبلت على حبه القلوب فرفعت أكف السؤال من علام الغيوب أن يديم له النصر والتعزيز خديو مصر العزيز بن العزيز ابن العزيز سعادة أفندينا المحروس بعناية ربه العلى إسماعيل بن إبراهيم بن محمد على لا زالت الدنيا مشرقة بكوكب سعده حاملة لرايات مجده ناطقة بالثناء على أشباله الكرام غرة جبين الليالي والأيام ثم إن هذا الطبع الظريف والوضع اللطيف بدار الطباعة العامرة ببولاق مصر القاهرة ذات الشهرة الباهرة والمحاسن الزاهرة التي أنقذت الكتب من أسر التحريف وأطلقتها عن قيد التصحيف فلبست ثوب الفخار وتوجت تاج الاعتبار ينسر برؤيتها الناظر وينشرح بها الخاطر ملحوظة بنظر ناظرها المشمر عن ساعد الجد والاجتهاد في تدبير نضارها من لا تزال عليه أخلاقه باللطف تثنى حضرة حسين بك حسنى لا زال موفقا للخيرات مسديا لأنواع المبرات ثم إن التصحيح بعد التنقيح ما عدا بعض الجزء السادس والثاني بمعرفة العبد الفاني الفقير إلى الله محمد الصباغ أسبغ الله عليه النعم أتم إسباغ ولما أسفر بدر تمامه وفاح مسك ختامه أرخه الأستاذ فريد الزمان ونادرة الأوان من ألقت إليه البلاغة مقاليدها وملكته الفضائل طارفها وتليدها الذي اشتهر فضله في الأمصار
(٤٦٣)