على لغة من لا يسهل لكنه ليس بشئ وأذن لي في نسخ القصيدة المذكورة بالخط المشرقي لتسهل قراءتها عليهم ففعلت ذلك ورفعت النسخة والأصل للسلطان وقرأها كاتب سره ولم يرجع إلى منها شئ ولم أستجد أن أنسخها قبل رفعها إلى السلطان فضاعت من يدي وكان في الكتاب فصل عرفني فيه بشأن الوزير معسود بن رحو المستبد بأمر المغرب لذلك العهد وما جاء به من الانتقاض عليهم والكفران لصنيعهم يقول فيه كان مسعود بن رحو الذي أقام بالأندلس عشرين عاما يتبتك النعيم ويقود الدنيا ويتخير العيش والجاه قد أجيز صحبة ولد عثمان كما تعرفتم من نسخة كتب انشائه بجبل الفتح لأهل الحضرة فاستولى على المملكة وحصل على الدنيا وانفرد برياسة دار المغرب لضعف السلطان رحمه الله ولم يكن الا ان كفرت الحقوق وحنظلت نخلته السحوق وشف على سواد جلدته سواد العقوق وداخل من سبتة فانتقضت طاعة أهلها وظنوا أن القصبة لا تثبت لهم وكان قائدها الشيخ الأبهة فل الحصار وجلى القتال ومحش الحرب أبو زكريا بن شعيب فثبت للصدمة ونور للأندلس فبادره المدد من الجبل ومن مالقة وتوالت الامداد وخاف أهل البلد ورجع شرفاؤه ودخلوا القصبة واستغاث أهل البلد بمن جاورهم وجاءهم المدد أيضا ثم دخل الصالحون في رغبة هذا المقام ورفع القتال وفى أثناء ذلك غدروا ثانية فاستدعى الحال إجازة السلطان المخلوع أبى العباس لتبادر القصبة به يتوجه منها إلى المغرب لرغبة بنى مرين وغيرهم فيه وهو ولد السلطان المرحوم أبى سالم الذي قلدكم رياسة داره وأوجب لكم المزية على أوليائه وأنصاره وبعده فصل آخر يطلب فيه كتبا من مصر يقول فيه والمرغوب من سيدي أن يبعث لي ما أمكن من كلام فضلاء الوقت وأشياخهم على الفاتحة إذ لا يمكن بعث تفسير كامل لأني أثبت في تفسيرها ما أرجو به النفع عند الله وقد علمتم أن عندي التفسير الذي أوصله عثمان التجاني من تأليف الطيبى والسفر الأول من تفسير أبى حيان وملخص اعرابه وكتاب المغنى لابن هشام وسمعت عن براءة تفسيرا للامام بهاء الدين ابن عقيل ووصلت إلى براءة من كلام الأسرى رضى الله عن جميعهم ولكني لم أصل الا للبسملة وذكر أبو حيان في صدر تفسيره أن شيخه سليمان النقيب أو أبا سليمان لا أدرى الآن صنف كتابا في البيان في سفرين جعله مقدمة لكتاب تفسيره الكبير فان أمكن سيدي توجيهه لا بأس انتهى وفى الكتاب فصول أخرى في أغراض متعددة لا حاجة إلى ذكرها ههنا ثم ختم الكتاب بالسلام وكتب اسمه محمد بن يوسف بن زمرك وتاريخه العشرون من محرم سنة تسع وثمانين (وكتب إلى) قاضي الجماعة بغرناطة أبو الحسن علي بن الحسن البنى الحمد الله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا
(٤٦٠)