في مثلها الحلية واضطرمت نار العداوة بينه وبين صاحب المغرب نصبوا عثمان هذا للامر وأجازوه إلى غمارة فثار بها ودعا لنفسه وتغلب على أصيلا والعرائش وكان ما ذكرنا إلى أن غلبه أبو الربيع سنة ثمانين ورجع إلى مكانه بالأندلس ولما اعتزم أبو الوليد ابن الرئيس أبى سعيد على الخروج على أبي الجيوش صاحب غرناطة داخل في ذلك شيخ الغزاة بمالقة عثمان بن أبي العلاء فساعده عليه واعتقل أباه الرئيس أبا سعيد وزحف إلى غرناطة سنة أربع عشرة فلما استولى عليها عقد لعثمان هذا على امارة الغزاة المجاهدين من زناتة وصرف عنها عثمان بن عبد الحق بن عثمان فلحق بوادي اش مع أبي الجيوش وصار حمو بن عبد الحق بن رحو في جملته بعد أن كان شيخا على الغزاة كما قلناه واستمرت أيام ولاية عثمان هذا وبعد فيها صيته وغص صاحب المغرب أبو سعيد بمكانه ولما استصرخه المسلمون للجهاد سنة ثمان عشرة اعتذر بمكان عثمان هذا واشترط عليهم القبض عليه حتى يرجع عنهم فلم يمكن ذلك ونازل الطاغية غرناطة وحاصرها وكان لعثمان وبنيه في ذلك آثار مذكورة وأتاح الله للمسلمين في النصرانية على يد عثمان هذا وبنيه ما لم يخطر على قلب أحد منهم فتأكد اغتباط الدولة والمسلمين بمكانهم إلى أن هلك أبو الوليد سنة خمس وعشرين وسبعمائة باغتيال بعض الرؤساء من قرابته بمداخلة عثمان هذا زعموا في غدره ونصب للامر ابنه محمد صبيا لم يبلغ الحلم وأقام بأمره وزيره محمد بن المحروق من صنائع دولتهم فاستبد عليه وألقى زمام الدولة بيد عثمان في النقض والابرام فاعتز عليهم وقاسمهم في الامر واستأثر في أعطيات الغزاة بكثير من أموال الجباية حتى خشى الوزير على الدولة وأدار الرأي في كبره على التغلب؟؟ وفسد ما بينه وبين الوزير ابن المحروق فانتقض عليه وخرج مغاضبا فاضطربت فساطيطه بمرج غرناطة واعصوصب جماعة الغزاة من قبائل زناتة عليه واعتصم الوزير وأهل الدولة بالحمراء وسعى الناس بينهما أياما وأدار الوزير الرأي في أن ينصب له كفؤا من قرابته يجاذبه الحبل ويشغله بشأنه عن الدولة فجأجأ بيحيى بن عمر بن رحو وكان في جملة عثمان وأصهر إليه في ابنته وعقد له على الغزاة وتسايلوا إليه وبرز عثمان بمعسكره في عشيره وولده وأخذ معه السلم في أن يجيز إلى المغرب وأوفد بطانته على السلطان أبى سعيد سنة عثمان وعشرين وارتحل من ساحة غرناطة في ألف فارس من ذويه وأقاربه وحشمه وقصد تدرش ليجعلها فرضة لمجازه حتى إذا حاذى تدرش وكان بينه وبين رؤسائها مداخلة خرجوا إليه مؤدين حق مبرته فغدر بهم وأركب إليها فملكها وضبطها وأنزل بها حرمه وأثقاله ودعا محمد بن الرئيس من شلوبانية كان منزلا بها فجاء
(٣٧١)