حسين والاحلاف وخرج عبد المؤمن للاصلاح بينهم فبايع له أولاد حسين ونصبوه كرها للملك وخرج السلطان عبد الحق إليهم في جموع الاحلاف فقاتلوه وهزموه وقتلوا كبار قومه كان منهم يحيى بن رحو بن تاشفين بن معطى شيخ بنى تيربيعن وكبير دولة بنى مرين أجلت المعركة عن قتله ودخل عبد المؤمن البلد منفردا بالملك وصرف السلطان أخاه عبد الحليم إلى المشرق لقضاء فرضه برغبته في ذلك فسار على طريق القفر مسلك الحاج من التكرور إلى أن وصل القاهرة والمستبد بها يومئذ بليغا الحاصكي على الأشرف شعبان بن حسين من أسباط الملك الناصر محمد بن قلاوون فأكرم وفادته ووسع نزله وجرايته وأدر لحاشيته الارزاق ثم أعانه على طريقه للحج بالأزواد والأبنية والظهر من الكراع والخف ولما انصرف من حجه؟؟ لسفر المغرب وهلك بفروجة سنة سبع وستين ورجع حاشيته إلى المغرب بحرمه وولده وكان ترك محمدا هذا رضيعا فشب متقلبا من الدولة من ملك إلى آخر منتبذا عن قومه بغيرة السلطان أبى الحسن من بنى عمهم السلطان أبى على وكان أكبر ما يكون مقامه عند أبي حمو سلطان بنى عبد الواد بتلمسان لما يروم به من الاجلاب على المغرب ودفع غاية بنى مرين عنه فلما وقع بالمغرب من انتقاض عرب المعقل على الوزير مسعود بن ماسى سنة تسع وثمانين واستمروا على الخلاف انتهز أبو حمو الفرصة وبعث محمد بن عبد الحليم هذا إلى المعقل ليجلب بهم على المغرب ويمزقوا من الملك ما قدروا عليه فلحق بأحيائهم ونزل على الاحلاف الذين هم أمس رحما بسجلماسة وأقرب موطنا بها وكان الوزير ابن ماسى قد ولى عليها من أقاربه علي بن إبراهيم بن عبو بن ماسى فلما ضيق عليه السلطان أبو العباس وضيق مخنقه بالبلد الجديد دس إلى الاحلاف والى قريبه علي بن إبراهيم أن بنصب محمد بن السلطان عبد الحليم ويملكه سجلماسة ويجلب به على تخوم المغرب ليأخذ بحجزة السلطان أبى العباس عنه وينفسوا من حصاره ففعلوا ذلك ودخل محمد إلى سجلماسة فملكها وقام علي بن إبراهيم بوزارته حتى إذا استولى السلطان أبو العباس على البلد الجديد وفتك بالوزير مسعود بن ماسى وبإخوته وسائر قرابته اضطرب علي بن إبراهيم وفسد ما بينه وبين سلطانه محمد فخرج عن سلجماسة ودعا إلى أبي حمو سلطان تلمسان كما كان ثم زاد هو ارتيابه فخرج عن سلجماسة وتركها ولحق بأحياء العرب وسارت طائفة منهم معه إلى أن أبلغوه مأمنه ونزل على السلطان أبى حمو إلى أن هلك فسار إلى تونس وحضر وفاة السلطان أبى العباس بها سنة تسع وتسعين ولحق محمد ابن السلطان عبد الحليم بعد مهلك أبى حمو بتونس ثم ارتحل بعد وفاة السلطان أبى العباس إلى المشرق لحجة فرضه والله تعالى أعلم
(٣٥٩)