فأشخصوه إليه فاعتقله ثم أحضره ووبخه على مرتكبه مع السلطان أبى السحن وجحده حقه ثم قتله لليلتين من شهور احدى وخمسين لما هلك السلطان أبو الحسن ولحقت جملته من الخاصة والأبناء بالسلطان أبى عنان وأشخص اخوته إلى الأندلس وأشخص معهم ولد الأمير أبى على هؤلاء عبد الحليم وعبد المؤمن والمنصور والناصر وسعيد ابن أخيهم زيان فاستقروا بالأندلس في جوار ابن الأحمر ثم طلب أبو عنان أشخاصهم بعد كما طلب اشخاص أخيه فأجارهم ابن الأحمر جميعا وامتنع من اسلامهم إليه وكان من المغاضبة لذلك ما قدمناه ولما اعتقل السلطان أبو سالم الأبناء المرشحين وكان برندة كما قدمناه نزع منهم عبد الرحمن بن علي بن أبي يفلوس إلى غرناطة فلحق بأعماله وكان ؟؟ السلطان أبو سالم بمكانهم مستريبا بشأنهم حتى لقد قتل محمد بن أبي يفلوس بن أخته تاحضريت وهو في حجرها وحجره استرابه بما نمى عنه ولما أجاز أبو عبد الله المخلوع ابن أبي الحجاج إلى المغرب ونزل عليه وصار إلى إيالته ورأى أن قد ملك أمره في هؤلاء المرشحين بغرناطة وأرسل الرئيس محمد بن إسماعيل عند توثبه على الأمراء واستلحامه أبناء السلطان أبى الحجاج فراسله في اعتقالهم ثم فسد ما بين الرئيس والطاغية وأخذ منه كثيرا من حصون المسلمين وبعث إلى السلطان أبى سالم في أن يخلى سبيل المخلوع إليه فامتنع وفاء للرئيس ثم دافع الطاغية عن ثغوره باسعاف طلبته فجهز المخلوع وملا حقائبه صلة وأعطاه الآلة وأو عز إلى أسطوله بسبته فجهز وبعث علال بن محمد ثقة أبيه فأركبه الأسطول وركب معه إلى الطاغية وخلص الخبر إلى الرئيس بمكانه من ملك غرناطة وكان أبو حمو صاحب تلمسان يراسله في أولاد أبى على وأن يجيزهم إليه ليجدهم زبونا على السلطان أبى سالم فبادر لحينه وأطلقهم من مكان اعتقالهم وأركب عبد الحليم وعبد المؤمن وعبد الرحمن ابن أخيهما على أبي يفلوس في الأسطول وأجازهم إلى مرسى هنين بين يدي مهلك السلطان أبى سالم فنزلوا من صاحب تلمسان بأعز جوار ونصب عبد الحليم منهم لملك المغرب وكان محمد السبيع بن موسى بن إبراهيم نزع عن عمر ولحق بتلمسان فتوافى معهم وأخبرهم بمهلك السلطان وبايع له وأغراه بالرحلة إلى المغرب ثم تتابعت وفود بنى مرين بمثلها فسرحه أبو حمو وأعطاه الآلة واستوزر له محمد السبيع وارتحل معه يغذ السير ولقى في طريقه محمد بن زكراز من أولاد على من شيوخ بنى ونكاس أهل دبدوا وثغر المغرب منذ دخول بنى مرين إليه فبايعه وحمل قومه على طاعته وأغذ السير وكان يحيى بن رحو والمشيخة لما نبذ عمر بن عبد الله إليهم العهد وعسكروا بباب الفتوح أوفدوا مشيخة منهم على تلمسان لاستقدام السلطان عبد الحليم فوافوه بتازى ورجعوا معه وتلقته جماعة بنى مرين بسبوا ونزلوا على البلد الجديد يوم السبت سابع
(٣١٦)