بعدها بتلمسان نحوا من ستة أشهر ثم توجسوا الغدر من ولد عثمان بن يغمراسن فرجعوا إلى مراكش واتبعهم عساكر السلطان وأبلى منهم في القتال عنهم محمد بن أبي بكر بن حمامة بن كندوز وخلصوا إلى منجاتهم مشردين بصحراء السوس إلى أن هلك السلطان يوسف بن يعقوب وراجعوا طاعة الملوك بالمغرب فعفوا لهم عما سلف من هذه الجزيرة وأعادوهم إلى مكانهم من الولاية فأمحضوا النصيحة والمخالصة وكان أميرهم من بعد عمر ابنه محمد وأقام في امارتهم سنين ثم ابنه موسى بن محمد من بعده كذلك واستخلصه السلطان أبو الحسن أيام الفتنة بينه وبين أخيه أبى على لعهد أبيهما السلطان أبى سعيد ومن بعده فكانت له في المدافعة عن نواحي مراكش آثار وأيام ثم هلك موسى بن محمد فولى السلطان أبو الحسن مكانه ابنه يعقوب بن موسى ولما غلب على تلمسان وأصار بنى عبد الواد في خوله وجنوده تمشت رجالاتهم وساموا أشجانهم حتى إذا كانت واقعة الغيران وتواقف السلطان وبنى سليم داخلهم يعقوب بن موسى في أن ينخذل عن السلطان إليهم ببني عبد الواد ومن إليهم من مغراوة وتوجين وأوعدهم لذلك ثم مشى في قومه وكافة بنى عبد الواد فأجابوه إلى ذلك ولحقوا جميعا ببني سليم فجروا بذلك الهزيمة على السلطان بالغيران المشهورة ولحقوا بعدها بتلمسان وولوا أمرهم في بني يغمراسن وهلك يعقوب بن موسى بإفريقية ولحق أخوه رحو بالمغرب وكان السلطان أبو عنان قد استعمل على جماعتهم وعملهم عبو بن يوسف بن محمد وهو ابن عمهم دينا فأقام فيهم كذلك حتى هلك فولى من بعده ابنه محمد بن عبوا وهم على ذلك لهذا العهد يعسكرون للأمير بمراكش ويتولون من خدمة السلطان مالهم فيه الغناء والكفاية فكأنهم بمعزل عن بنى عبد الواد لاحتكام العداوة بمقتل زيان بن ثابت والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين لا رب غيره ولا معبود سواه
(١٥١)