ابن يوسف بن سليمان بن علي أميري الزواودة لما كان وقع بينهما وبين السلطان مولانا أبى العباس من النفرة فاستنظره للحركة على الأمير أبى زيان وبعدها إلى بجاية وضمنوا له طاعة البدو من رياح وبعثوا إليه رهنهم على ذلك فردها وثوقا بهم ونهض من تلمسان وقد اجتمع إليه الكثير من عرب زغبة ولم يزل أولاد عريف بن يحيى وخالد بن عامر في أحيائهما منحرفين عنه بالصحراء وصمم إليهم فأجفلوا أمامه وقصد المخالفين من حصين والأمير أبا زيان إلى معتصمهم بجبل تيطرى وأغذ إليه السير يعقوب بن علي وعثمان بن يوسف بمن معهم من جموع رياح حتى نزلوا بالقلعة حذاءهم وبدر أولاد عريف وخالد بن عامر إلى الزواودة ليشردوهم عن البلاد قبل أن يد السلطان بيدهم فصبحوهم يوم الخميس أخريات ذي القعدة من سنة تسع وستين ودارت بينهم حرب شديدة وأجفلت الزواودة أولا ثم كان الظهور لهم آخرا وقتل في المعركة من زغبة عدد ويئسوا من صدهم عما جاؤوا إليه فانعطفوا إلى حصين والأمير أبى زيان وصعدوا إليهم بناجعتهم وصاروا والهم مددا على السلطان أبى حمو وشنوا الغارة على معسكره فصمدوا نحوه وصدقوه القتال فاختل مصافه وانهزمت عساكره ونجا بنفسه إلى تلمسان على طريق الصحراء وأجفل الزواودة إلى وطنهم وتحيز كافة العرب من زغبة إلى الأمير أبى زيان واتبع آثار المنهزمين ونزل بسيرات وخرج السلطان أبو حمو في قومه ومن بقي معه من بنى عامر وتقدم خالد إلى مصادمته ففله السلطان وأجفل القوم من ورائه ثم تلطف في مراسلته وبذل المال له وأوسع له في الاشتراط؟؟ إليه والتبس بخدمته ورجع الأمير أبو زيان إلى أوليائه من حصين متمسكا بولاية أولاد عريف ثم نزع محمد بن عريف إلى طاعة السلطان وضمن له العدول بأخيه عن مذاهب الخلاف عليه وطال سعيه في ذلك فاتهمه السلطان وحمله خالد بن عامر عدوه على نكبته فتقبض عليه وأودعه السجن واستحكمت نفرة أخيه أبى بكر ونهض السلطان بقومه وكافة بنى عامر إليه سنة سبعين واستغلظ أمر أبى بكر فجمع الحرب بن أبي مالك ومن وراءهم من حصين واعتصموا بالجبال من دراك وتيطرى ونزل السلطان بجموعه لعود بلاد الديالمة من الحرث فانتسفها والتهمها وحطم زروعها ونهب مداثرها وامتنع عليه أبو بكر ومن معه من الحرث وحصين والأمير أبى زيان بينهم فارتحل عنهم وعطف على بلاد أولاد عريف وقومهم من سويد فلاها عيثا وخرب قلعة ابن سلامة لما كانت أحسن أوطانهم ورجع عليهم إلى تلمسان وهو يرى أن قد شفا نفسه في أولاد عريف وغلبهم على أوطانهم ورجع عليهم منزلة عدوهم فكان من لحاق أبى بكر بالمغرب وحركة بنى مرين ما نذكره
(١٣١)