عنان فرجع إلى تلمسان ثم خرج إلى المغرب وجاء على اثره أخوه السلطان أبو سعيد في العساكر من زناتة ومعه بنو عامر من زغبة والفل من سويد إذ كان جمهورهم قد لحقوا بالمغرب لمكان عريف بن يحيى وابنه من ولاية بنى مرين فزحفوا على هذه التعبية وزحف السلطان أبو عنان في أمم المغرب؟؟
والعرب المعقل والمصامدة وسائر طبقات الجنود والحشد وانتهوا جميعا إلى انكاد من بسيط وجدة فكان اللقاء هنالك آخر ربيع الثاني من سنة ثلاث وخمسين واجتمع بنو عبد الواد على صدمة العساكر وقت القائلة وبعد ضرب الأبنية وسقاء الركاب وافتراق أهل المعسكر في حاجاتهم فأعجلوهم عن ترتيب المصاف وركب السلطان أبو الحسن لتلافي الامر فاجتمع إليه أو شاب من الناس وانفض سائر المعسكر ثم زحف إليهم فيمن حضره وصدقوهم القتال فاختل مصافهم ومنحوا أكتافهم وخاضوا بحر الظلماء واتبع بنو مرين آثارهم وتقبض على أبي سعيد ليلتئذ مقيدا أسير إلى السلطان أبى عنان؟؟ بمشهد الملا ووبخه ثم نقل إلى محبسه وقتل لتاسعة من ليالي اعتقاله وارتحل السلطان أبو عنان إلى تلمسان ونجا الزعيم أبو ثابت بمن معه من فل بنى عبد الواد ومن خلص إليه منهم ذاهبا إلى بجاية ليجد في إيالة الموحدين وليجة من عدوه فبيته زواوة في طريقه وألد عن أصحابه وأرجل عن فرسه وذهب راجلا عاريا ومعه رفقاء من قومه منهم أبو زيان محمد ابن أخيه السلطان أبو سعيد وأبو حمو وموسى ابن أخيهم يوسف ابن أخيه ووزيرهم يحيى بن داود بن فكن وكان السلطان أبو عنان أوعز إلى صاحب بجاية يومئذ المولى أبى عبيد الله حافد مولانا السلطان أبى بكر بأن يأخذ عليهم الطرق ويذكى في طلبهم العيون فعثر عليهم بساحة البلد وتقبض على الأمير أبى ثابت الزعيم وابن أخيه محمد بن أبي سعيد ووزيرهم يحيى ابن داود وأدخلوا إلى بجاية ثم خرج صاحبها الأمير أبو عبد الله إلى لقاء السلطان أبى عنان واقتادهم في قبضة أسره فلقيه بمعسكره من ظاهر المرية فأكرم وفادته وشكر صنيعه وانكفأ راجعا إلى تلمسان فدخلها في يوم مسعود وحمل يومئذ أبو ثابت ووزيره يحيى على جملين يتهاديان بهما بين سماطي ذلك المحمل فكان شأنهما عجبا ثم سيقا ثاني يومهما إلى مصرعهما بصحراء البلد فقتلا قعصا بالرماح وانقرض ملك آل زيان وذهب ما أعاده لهم بنو عبد الرحمن هؤلاء من الدولة بتلمسان إلى أن كانت لهم الكرة الثالثة على يد أبى حمو موسى بن يوسف بن عبد الرحمن المتوليها لهذا العهد على ما سنذكره ونستوفي من أخباره ان شاء الله تعالى