ونحو ذلك، وعنه أيضا صلى الله عليه وآله (1): (لا يقضي وهو شبعان ريان) وفي آخر: (لا يقضي وهو غضبان مهموم، ولا مصاب محزون) وفي وصيته (عليه السلام) لشريح (2): (ولا تقعد في مجلس القضاء حتى تطعم) وقال (عليه السلام) (3) له أيضا: (لا تسار أحدا في مجلسك وإن غضبت فقم، ولا تقضين وأنت غضبان) وفي البحار عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (4) ما حاصله أنه سئل عن مسألة فأحجم فقيل له: عهدنا بك يا أمير المؤمنين إذا سئلت كنت كالحديدة المحماة، فقال: كنت حازقا، ولا رأي لحازق إلى ثلاثة أيام) الحديث. وقال أبو عبد الله (عليه السلام) (5): (لسان القاضي من وراء قلبه، فإن كان له قال، وإن كان عليه أمسك).
نعم إن كان معصوما من الخطأ مؤيد مسدد لا بأس بقضائه وهو في شئ من هذه الأحوال، وقد روي (6) (أن الزبير بن العوام ورجلا من الأنصار اختصما في شراج الحرة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال النبي: اسق زرعك يا زبير ثم ارسل الماء إلى جارك، فقال الأنصاري لرسول الله (صلى الله عليه وآله): أن كان ابن عمتك، فاحمر وجهه وقال له: اسق زرعك يا زبير ثم احبس الماء حتى يبلغ أصول الجدر) فقضى صلى الله عليه وآله بعد غضبه للزبير باستيفاء تمام حقه بعد أن